علي عمر
لا أحد يرحل عن وطنه
لو لم تكن حدائق
آماله منكوبة
تتدلى ورودها على حبال
مشانق الإنتظار
حكم عليها بالذبول
بالشقاء المؤبد
لو لم تنبت
في عينيه أشواك الخوف
والهلع
من قدر مريب كظلام الليل
ينهال عليه سياط الشك
والقلق
ليمضي به إلى الضياع
إلى الهلاك بزيف الوعود
لو لم يكن مرميا
كقنديل عتيق في غياهب
عتمة الإهمال
يحتضر بريق نوره
بين تجاعيد غمائم
هذا التيه الطويل الموحش
العنيد
لو لم تنقطع سبل عيشه
وتجرع مرارة العجز
في رحلة بحثه عن مسالك
الحياة
ولم ير إلا خطوات موت
قريب
لا سبيل للخلاص منها إلا
بالرحيل والهروب إلى البعيد