عبد الرسول الاسدي
واخيرا بعد ان شغر منصب رئيس مجلس النواب لنحو عام من الزمن تم انتخاب الدكتور محمود المشهداني ليتبوا المنصب ويمسك بقيادة البرلمان العراقي الذي لم يتعطل طيلة فراغ منصب الرئاسة ومارس مهامه بشكل طبيعي رغم الحاجة الماسة لرئيس له .
ونحن هنا في معرض الحديث عن المناسبة لابد ان نبارك اولا للبرلمان بكل اطيافه وقواه السياسية انتهاء عقدة رئاسة البرلمان التي طال الجدل بشانها واستغرقت اشواطا مطولة من النقاشات والسجالات التي وصلت الى حد الخلافات العميقة احيانا .
لكن على ما يبدو فان الجميع قرر تغليب المصلحة الوطنية في هذا الوقت الصعب الذي تعيشه المنطقة وبضمنها العراق والذي يتحتم فيه على الجميع ان يكون جاهزا لاي متغيرات او تحديات تطرأ على الساحة .
المباركة الثانية اعتقد انها نابعة عن قناعة شخصية مني كعراقي اولا وكمتابع لعمل المجلس النيابي طيلة الفترة التي شغل فيها المشهداني رئاسته والتي تميز فيها باداء مقنع وحيوية منقطعة النظير وقدرة على استيعاب الفرقاء السياسيين باريحية عالية ورحابة صدر مهمة علاوة على تمكنه من ادارة الجلسات وتمرير القوانين المهمة دون تاخير .
وخلال الفترة الممتدة من عام 2006 وحتى 2008 قاد الدكتور المشهداني البرلمان العراقي وهو يبتعد عن لغة الهوية ومنهج التصعيد في وقت كان الوطن فيه على حافة الهاوية لكني وجدت الرجل الابعد عن الانصراف الى اي توجه يخالف قناعاتنا كعراقيين ويسعى جهد الامكان لاسكات كل الاصوات النشاز واخراس التوجهات التي تسعى لذر الرماد في العيون .
قوانين مهمة مررت في تلك الفترة الحساسة وقرارات كنا في امس الحاجة اليها واعتقد ان المهمة التي تنتظره ليست بالهينة ولا البسيطة لان الكم الكبير من القوانين والتشريعات المدرجة في جدول اعمال مجلس النواب يشي ان القائمة طويلة وان امام الرجل رحلة ليست سهلة في جميع الاحوال .
وفي جميع الاحوال فان الامور تتجه الى الامام بشكل سلس خاصة في ظل العلاقة المتميزة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية خلال فترة حكومة السوداني التي تبذل قصارى جهدها لتكون الادوار متكاملة وبما يفضي الى تحقيق الاهداف التي تضمنها البرنامج الحكومي وبما يواكب تطلعات العراقيين