د. سامي هاشم الحسناوي
لعب العراق ما بعد عام 2003 بأداء دور دبلوماسي، وإن بدأ متعثرا في البداية على مستوى العلاقات الخارجية بينه وبين المنظومة الدولية، لكن هذا الدور أخذ يتطور شيئا فشيئا حتى بلوغ معالي الوزير فؤاد حسين تبؤه حقيبة وزارة الخارجية منذ سنتين والذي إستطاع بحق أن يؤدي دورا محوريا مهما في نجاح العمل الدبلوماسي، وأن يرسم بحق أطر حقيقية ناجحة أعادت للعراق دوره الفاعل والمحوري مع المنظومة الدولية، ومنها بالذات دول الجوار ولا سيما مع الجارة تركيا حيث يتم التواصل الآن من خلال الأفكار والآراء من إجل إسهام تركيا في عملية النهوض والبناء الجارية في العراق وسط تحديات داخلية وخارجية كبيرة تحتاج بالتاكيد إلى تكاتف كل الجهود الخيرة لإعادة العراق الى مكانته كدولة إقليمية قوية ومزدهرة تتمتع بعلاقات طيبة مع الجارة تركيا ..
ان مسيرة السياسة الخارجية في العراق والتي تقوم وزارة الخارجية بتنفيذها ضمن مسار زمني يشهد تحولات أساسية في المنطقة والعالم وهي بمجملها تمثل تحديا إضافيا لإستحقاقات السياسة الخارجية العراقية وأهدافها، فقد حرص العراق بدبلوماسية هادئة وفعّالة على الوقوف بمسافة واحدة من جميع إطراف النزاعات الإقليمية وفي حدود المسار الأخلاقي والقانوني لنهج السياسة الخارجية ..
وفي هذه المرحلة في الإطار العام نلاحظ انتقال العراق من مرحلة رد الفعل التي رافقت أجواء التغيير في 2003 الى مرحلة الفعل تمهيداً للعب دور أوسع في رسم المعادلات السياسية في المنطقة عموماً، ومن شأن هذه السياسة ضمن مساراتها الحالية وبفضل تطور العملية السياسية والأمنية في العراق سيكون بإمكان السياسة الخارجية ان تشكل عاملاً رئيساً في تحقيق الازدهار الاقتصادي من خلال الإسهام الفاعل باستقدام الاستثمارات الأجنبية في إطار عملية أعمار العراق بداية التي بدأت تتضح بوادره في هذه المرحلة التي يمكن ان تؤسس انطلاقة اقتصادية تجعل حضور العراق في الاقتصاد الدولي فعالا وأساسيا نظرا لما يمتلكه من موارد نفطية ومعدنية تؤهله لذلك الدور، وهذا أيضاً يمثل جانبا آخرا لنجاح الدبلوماسية العراقية، مع تأكيد الصعوبات المحيطة إقليمياً ودوليا ..
وقيل عن (الإحترام) أنه، من الصِفات المُحببة للنفس، ذلك أن (الإحترام) أساس التعامل مع الآخرين في الحياة الدُنيا، ولا أبالغ إذا قلت أن (الإحترام) أساس التعامل في العالم كُله طبعا في العلاقات الدولية ..
بمعنى آخر أن، (الإحترام) يُشكل بحد ذاته إحدى ضرورات الحياة، و(الإحترام) على هذا الوصف تُعد حارسا لـ (الفضيلة) الإنسانية التي يجب أن يتحلى بها الجميع كما يأمرنا بها (الله ورسوله والمؤمنون) ..
أقول هذا، وأنا أتلقى سَيلاً من الإتصالات الهاتفية والرسائل عبر وسائل التواصل الإجتماعي من زميلات وزملاء المهنة، ومن أصدقاء أشخاص وعوائل، عراقيين يُقيمون في اسطنبول، ويثمنون فيها جُهود القنصلية العراقية وهي، تُقدم لهم الخدمات المطلوبة بكل يَسر وسهولة وبـ (إحترام) كبير لم يَسبق لهم وأن شهدوه في ماضي الأيام ..
بل، وطلب منَّا، الكثير من هؤلاء العراقيين المُقيمين تثمين جهود القنصلية العراقية في اسطنبول، بكوادرها جميعا، وعلى رأسهم المُستشار القنصل العام محمد سلمان، ومعاونه المُستشار أحمد عبدالكريم الحسناوي، والذين يعملون جميعا بروحية الفريق الواحد المُنسجم بمودة وعشق الرابطة العراقية الوطنية، وهم يعملون كفريق واحد مُتجانس لخدمة العراقيين المُقيمن هناك، وبكل ود و(إحترام) عاليين ..
وأحسب، والله، أن كادر القنصلية هذا، وعلى رأسهم السيدين محمد سلمان، واحمد عبدالكريم الحسناوي، يستحقون منَّا أن نُثني على جهودهم الطيبة هذه بجميل الكلام، وأن نُبادلهم ذات (الإحترام) والتقدير، وأن نسأل الله لهم أن، يمنحهم الصحة والعافية، وأن يُكلل جهودهم الوطنية هذه بالنجاح والتوفيق ..
ومعروف عن القنصلية العراقية في اسطنبول أنها، تؤدي دورا دبلوماسيا ومهنيا مُتعدد الجوانب، ومنه ما يتعلق بإستقبال الجالية العراقية وتتضمن تقديم الخدمة بالجوازات والولادات والوفيات وكل ما يتعلق بتصديق وثائقهم والوكالات الخاصة والعامة، فضلا عن الإهتمام بالمصالح الإقتصادية والثقافية والعِلمية والقانونية والطبية المُشتركة، وتسهيل مُهمة رجال الأعمال والشركات التركية والمهندسين والفنيين الذين يعملون في العراق من خلال منحهم تأشيرة الدخول (فيزا) بسهولة، ومنهم أيضا العاملين بالمجالات الفنية والنفطية والصناعية والتجارية خدمة للمصلحة المشركة بين البلدين الجارين ..