عبد الرسول الاسدي
حين سُئل سقراط أثناء محاكمته عن رأيه بالإتهامات التي قدّمها الإدعاء، فأجاب وقال: لقد تحدّثوا عنّي بطريقة مقنعة جعلتني أصدقهم وأنسى من أنا، ولكنهم بالكاد نطقوا بكلمة حق.لقد أراد سقراط أن يشير إلى أن البلاغة والإقناع لا يجب أن تدل بالضرورة على الحقيقة، فالحق قد يكون لمظلوم لا يجيد الحديث وهو ما يلعبه الإعلام اليوم من دور خبيث في تعبئة المجتمعات بإتجاه الإذعان لمنطق الظلال بالضد من الحقيقة التي دوما ما تكون قوية حتى لو إستقتل الإعلام المظلل لحجب ضياءها.
أحيانا قد نحتاج الى كلمة لنوقض في الأمة عناصر القوة ونستنهض هممها ونطرد عنها شيخوخة التململ وأحيانا نحتاج الى صدمة بحجم سبايكر وبادوش وإستباحة المدن وترويع الآمنين.
وهذا ماحصل بالضبط حين أطلق المرجع الكبير فتوى الجهاد الكفائي ليستعيد المجتمع عناصر قوته ويستنفر قواه ويحث وشائج وحدته بإتجاه مقارعة المجرمين والإرهابيين وفلول البعث الصدامي المجرم.
لم يحدث في أي من الأمم أن يتطوع أكثر من أربعة ملايين إنسان دون قيد أو شرط أو إنتظار لمنة وخلال ساعات قلائل لقتال عدو مجرم شرس كما حدث حين قرعت الفتوى أبواب العراقيين لتوقض فيهم الروح الأبية الشجاعة لمقارعة الإرهاب بتوحدهم ونبذهم لأجندات الفوضى والتقتيل والطائفية المريرة .لقد كانت الفتوى أقوى من أشد اسلحة الدمار الشامل لأنها دمرت فلول الإرهابيين التي أدخلت العالم في نفق مظلم وتسببت في أزمة إنسانية عالمية وحاولت تدمير الإرث الحضاري لأمتنا العريقة وشعبنا العربي المقدام . في هذا اليوم المبارك نستذكر ذلك النداء الأبوي من المرجع الأعلى الذي كان على الدوام صمام أمان المجتمع والأمة ونبراسا لكل إشعاع يلهب في النفوس جذوة الإنتصار على الباطل وأهله فندرك اننا محظوظون حين عاصرنا تلك اللحظة المهيبة من حياة عراقنا وامتنا .فالمجد والخلود لكل الدماء الطاهرة التي سالت على الأرض العراقية الطاهرة وهي تنبت أشجار الفخر والعز والكرامة بنصر جاء على يد النشامى وبمباركة مرجعيتنا الكريمة وصبر وتضحيات الأشاوس من أبناء الوطن من كل الأطياف.