الدكتور سامي هاشم
يحتكم العمل الدبلوماسي إلى جملة من المعايير، من أهمها الاعتدال والقدرة على اتخاذ المواقف الصحيحة، مع الابتعاد عن الحدّية والتشنج الذي يعقد الأمور أكثر من تسويتها ومن معالجتها، ومن أبرز مقومات العمل الدبلوماسي حكمة القائد الدبلوماسي، أو الرأس المخطط للدبلوماسية، وغالبا ما يتمثل بوزير الخارجية، فهو العقل الحكيم الذي يمكنه حلّ أكبر المعضلات والمعوقات المختلفة بأسرع وأقلّ الجهود.
وهذا ما يتسم به العمل الدبلوماسي العراقي في الوقت الحاضر، ولابد من الإشادة بالجهود الكبيرة التي يبذلها السيد وزير خارجية العراق الدكتور فؤاد حسين، وكل المراقبين والمهتمين لابد أنهم لاحظوا الخطوات الدبلوماسية الجادة التي سار عليها العراق في ظل قيادة متأنية وحصيفة تتميز بالحكمة ودقة النظر وعمق الرؤية للأحداث والمواقف ومجريات الأحداث السياسية العالمية والإقليمية.
على مستوى العمل الدبلوماسي عالميا، حققت الدبلوماسية العراقية في ظل قيادة الدكتور فؤاد حسين قفزات واضحة في تطوير علاقات العراق مع دول العالم كافة، وقد وضعت هذه الوزارة المهمة مصلحة العراق في المقدمة، وجعلت من مصلحة العراقيين في العمل الدبلوماسي عنوانا عريضا لها، وبهذا فقد أصبح العراق دولة معروفة عالميا بعملها الدبلوماسي الناجح، وبعلاقاتها الثرية المتوازنة مع جميع الدول.
أما على المستوى الإقليمي فقد قام السيد وزير الخارجية فؤاد حسين بجولات شملت جميع دول المنطقة التي تجاوز أو تقترب من العراق، وشكلت هذه الزيارات المتبادلة قواعد مهمة لتطوير العمل الدبلوماسي الذي تتحقق على أساسه العلاقات السياسية والاقتصادية المتوازنة بين العراق والدول الأخرى.
ولهذا استطاع الدكتور فؤاد معصوم برؤيته الدبلوماسية المحنكة أن يتعامل مع جميع الدول برصانة تامة و وضوح وبمسافة واحدة، على أن يحكمها شرط واحد هو مصلحة العراق والعراقيين، مع مراعاة مصالح الدول الأخرى بما لا يلحق ضررا بمصالح العراق، وكلنا تابعنا الجولات المهمة التي قام بها السيد وزير خارجية العراق، وتابعنا أيضا لقاءاته مع رؤساء الدول المختلفة و وزراء خارجيتها، ولاحظنا الجهود المضنية التي رافقت هذه الزيارات.
ومن القضايا المهمة التي لابد أن نشير إليها، أن الدبلوماسية العراقية تطورت في عهد الدكتور فؤاد حسين، لاسيما في قضية مراعاة مصالح وحقوق الرعايا العراقيين في الدول الأخرى، والتوجيه المباشر للسيد الوزير لجميع السفارات العراقية في دول العالم كافة، وأهمية تقديم العون والدعم لجميع الرعايا العراقيين في أية دولة كانت، كما أننا لاحظنا سرعة العمل الدبلوماسي العراقي في معالجة الأزمات التي قد تصيب العراقيين في الخارج.
ومنها على سبيل المثال معالجة مشكلات الرعايا العراقيين في السودان وليبيا وتركيا وغيرها من الدول، حيث بادرت هذه الوزارة بمبادرات سريعة وناجحة للاستجابة لخطورة الأحداث التي واجهت العراقيين من خلال توجيه السفراء العمل بسرعة كافية لمعالجة الأحداث والمشكلات الطارئة التي قد يتعرض لها العراقيون.
أما على مستوى الداخل، فإننا في الحقيقة لاحظنا التعامل الإنساني الراقي للسيد وزير خارجية العراق، مع جميع الموظفين والعاملين في السلك الدبلوماسي، وتشجيعهم وحثهم على بذل أقصى الجهود لإنجاح مهام الوزارة في الداخل والخارج، كما أننا لاحظنا الدعم الكبير الذي قدمه السيد الوزير المحترم لكادر العمل الدبلوماسي الذي يعمل تحت قيادته، وتلك الخطوات الإنسانية الرائدة التي يتحلى بها الدكتور فؤاد حسين في مراعاة معاونيه وموظفيه وكوادر وزارة الخارجية كافة.
إننا حين نشيد بالجهود الواضحة والمهمة لوزارة الخارجية على صعيد العلاقات الخارجية والمهام الداخلية، إنما نهدف من وراء ذلك إلى ترسيخ أسس التعامل الدبلوماسي الناجح للعراق مع الدول الأخرى، وهذا ما جرى بالفعل في ظل تسنّم الدكتور فؤاد حسين لمنصب وزير الخارجية الذي يمثل الوجه الناصع للعراق كلّه.