عبد الرسول الاسدي
على الرغم من الخلافات البينية الواضحة بين أقطار الوطن العربي إلا أن الصوت العربي الواضح جاء عاليا في القمة وموحدا لدعم قضية الشعب الفلسطيني ورفض وإدانة كل محاولات التهجير وطمس الهوية والقتل الممنهج الذي يمارسه الكيان الغاصب في فلسطين .
الموقف العراقي لم يخرج عن السرب العربي وجاء واضحا في دعم الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على لسان رئيس الجمهورية الذي أدان قرار الكيان الصهيوني بحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA) في الأراضي المحتلة، ورفض الدعوات لتهجير مليوني فلسطيني من غزة إلى دول أخرى.
المواقف العربية كانت واضحة وجادة في الدعم والإسناد وضرورة الإعمار ورفض التهديدات بتهجير سكان القطاع وغيرها من المبادئ التي نجدها مهمة خاصة في هذا الوقت الذي بدأت تتصاعد فيه نبرة التهديد الصهيونية في ظل التمدد العدواني في سوريا ومحاولة ضم الضفة والبقاء في بعض المرتفعات اللبنانية .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل هذه المواقف من الذي ينفذ الإعمار في غزة ومن يتولى حماية سكانها إذا كان الكيان الصهيوني يمارس سياسة الأمر الواقع ويرفض على لسان كبار مسؤوليه ما صدر عن القمة من مقررات ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق والعهود الدولية والنواميس الإنسانية .؟
من الذي يجبر الكيان على أن ينصاع الى صوت الحقيقة ويعمل على إيقاف آلة العدوان والتجبر التي تصب نيران حممها على الأبرياء وتمارس سياسة التوطين والتهديد والإعتداء على كل من يقف بوجه الممارسات القمعية والوحشية الظالمة؟
كنا نتوقع من القمة قرارات غير قابلة للتسويف أو التأجيل ورؤية واقعية تقول للمعتدي توقف وتنذر بالويل والثبور وتوحد الصف وتعلي الكلمة ليكون صوت الرصاص أعلى من كل كلام .
لكن العدو الذي إعتاد ان لا ينصاع لصوت التعقل وضرب عرض الحائط كل الإتفاقات السابقة ومحاولات فرض السلام لا يمكنه أن يسمع ما يصدر عن أي قمة عربية من مبادئ وثوابت أو تعهدات لأنها لا تعنيه فهو يفرض أجنداته على الأرض بقوة السلاح فقط .