عبد الرسول الاسدي
السياسية مثل كتاب ( السياسة الأمريكية تجاه العراق ) فان سلسلة من الوقائع والأحداث والإحتلالات والحروب توضح شكل العلاقة التي تربط بين أمريكا والعراق .وهي بإختصار سياسة تعسفية فوقية عدوانية لا يمكن أن ترتقي الى مستوى الشراكة حتى لو حاولت الحكومات المتعاقبة إقناع الطرف الأمريكي بضرورة التخلي عن النزعة العنترية الى توجه آخر أكثر شفافية وحداثة وتمدنا في التعامل مع العراق كبلد صاحب سيادة ويتمتع بإستقلالية كاملة وهو عضو مؤسس للجمعية العامة للأمم المتحدة .
الممثلة الأممية جنين بلاسخارت أشارت الى هذه الأهمية في يوم الأمم المتحدة في شهر تشرين الأول الماضي بالتأكيد على ضرورة تحقيق ما يصبو له العراقيين بقولها (أن العراق عضو مؤسس في الأمم المتحدة ومساهم في عملها، أن هذه التطلعات تتسم بالكثير من الأهمية والملائمة هنا في الشرق الأوسط، وكذلك في بقية أنحاء العالم).
لكن هذه العلاقة بين الأمم المتحدة وأمريكا والعراق تكاد تكون مركبة وشائكة ، فرئيس الوزراء دعا مؤخرا الى ضرورة أن لا تتدخل الأمم المتحدة في الشأن السياسي العراقي وأن تعمل منظماتها بشكل متخصص بعيدا عن الهيمنة السياسية التي هي بوابة لتذاكي الولايات المتحدة ومراوغتها حيال موضوعة الخروج العسكري من البلاد .
الدكتور خالد اليعقوبي، المستشار الأمني لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني، أعاد التذكير بجزء من سياسة أمريكا تجاه العراق على الأقل في ملف التسليح والتجهيز العسكري الذي تكاد تحتكره دون أن توفر للدولة العراقية مستلزمات الإرتقاء في الجانب التسليحي العسكري .فهو يقول بالحرف الواحد ( إرتبطنا بعقود تسليح كبيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي لديها نوع من الأنانية في هذا الجانب، ودائما ما تتعامل بملفات التجهيزات العسكرية وفق حسابات سياسية).
العراق دولة ذات سيادة مستقلة في قرارها ويجب أن تكون العلاقة مع أمريكا منسجمة مع هذه المبادئ وعلى الأمم المتحدة أن تكون شريكا للعراق بعيدا عن التدخل في الشأن السياسي وكيفية إدارة الدولة .