فاطمة علي
شهدت مجتمعاتنا في السنوات الاخيرة تغيرات ملحوظة نتيجة ظواهر سلبية متعددة أثرت بشكل عميق على النسيج الاجتماعي.
هذه الظواهر لا تعد مجرد مشاكل فردية، بل تعكس أمراضاً كامنة تنخر في جسد المجتمع ككل، مما يستوجب النظر إليها بجدية ومعالجتها بطرق شاملة ومستدامة.
ومن هذه الانحرافات :
-الانحرافات السلوكية
تقف الانحرافات السلوكية في صدارة القائمة حيث تؤدي إلى تآكل القيم والأخلاق، مثل السلوكيات العدوانية والعنف بين الشباب. هذه الظاهرة تنبع غالباً مع غياب الدور الأسري الفعال وقصور في نظم التعليم والتربية.
-تفشي المخدرات
يعتبر تفشي المخدرات آفة تنخر في الأجيال الجديدة وتعيق تقدم المجتمع، حيث تؤدي إلى تضاؤل القدرة الإنتاجية للأفراد وتزيد من معدلات الجريمة.
يمثل مكافحة هذه الظاهرة تحدياً كبيراً ويتطلب جهوداً مشتركة من كافة الهيئات والأفراد في المجتمع.
-ارتفاع معدلات الجريمة
تعد زيادة معدلات الجريمة دليلاً واضحاً علي فقدان الأمن والأمان في المجتمع، والتي تعمل بدورها علي زعزعة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
ارتفاع هذه المعدلات مرتبط بعوامل عدة منها البطالة، والفقر، وتفكك النسيج الاجتماعي.
-ظاهرة التنمر
ظاهرة التنمر تمتد أثارها السلبية على الصحة النفسية للأفراد، وخصوصاً في البيئات التعليمية بين الطلاب.
وهذا يتطلب رفع الوعي حول هذه القضية وتطبيق سياسات صارمة للحد من انتشارها.
-الفساد الإداري والمالي
تطال الأيدي الفاسدة موارد المجتمع وتعيق تطوره من خلال الفساد الإداري والمالي. والقضاء علي هذه الظاهرة يتطلب قيام نظم قضائية فعالة وتعزيز الشفافية والمحاسبة في كافة مؤسسات الدولة.
لذا المطلوب معالجة هذه الظواهر تظافر الجهود ومساهمة جميع أفراد المجتمع والمؤسسات الحكومية والأهلية، بالإضافة إلى تطبيق إستراتيجيات تربوية وتثقيفية تهدف إلى ترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية من خلال نهج شامل ومتكامل يمكننا مواجهة هذه التحديات وبناء مجتمع أكثر أمانا وازدهارا.