عبد الرسول الاسدي
قبل عامين تسلم صحفيان مدافعان عن حرية الصحافة جائزة نوبل للسلام لدورهما المشرف في الدفاع عن ذلك الحق ودفعهما ضريبة باهضة الثمن حينها في مقابل الحفاظ على الشرف الإعلامي لمهنة المتاعب .
أتذكر حينها أن أحد المواقع الإلكترونية الغربية كتب مقالا قال فيه أن الإعتداءات على الصحفيين في العالم العربي ربما تكون الأقل عالميا أما السبب فهو مضحك جدا ويعود الى أن الإعلام في العالم العربي محكوم بإرادة الحاكمين لهذا السبب لا يجد الصحفيون وسيلة تنقل قناعاتهم الواقعية وتنشر تقاريرهم الموضوعية عن الأحداث في بلادهم .
لكن واقع الحال في العراق مختلف بشكل كبير وهناك مؤشرات واضحة للعيان عن الإنفتاح الإعلامي في ظل التعددية السياسية والنظام الديمقراطي المستند الى الدستور الذي أتاح حرية تعبير واسعة عن الرأي في الإعلام وسواه .
ومن يراقب الساحة العراقية اليوم يجد بوضوح أن وسائل الإعلام المحلية تتناول القضايا بمهنية وحرفية عالية وجرأة سواء تلك المناهضة للسلطة أو التي تدعم النظام السياسي والحكومة وبعض صحفيينا وإعلاميينا نالوا الشهادة وآخرون في الميدان يدفعون ضرائب الحرية الإعلامية سواء بدعاوى النشر أو المضايقات وغيرها لكن في المحصلة الوضع قريب من المثالي . الإعلام المهني والموضوعي هو الناقل للحقيقة مهما كانت صعبة وهي فرصة لأن نقف بإحترام لكل الصحفيين في الميدان وخاصة في غزة وفلسطين وجنوب لبنان الذين واكبوا الأحداث الصعبة وإستشهد منهم كثيرون وفقد بعضهم عائلته مثل الزميل وائل دحدوح مراسل الجزيرة لكنه لم يترك ( الستاند ) أو يغادر التغطيات الحية للمجازر التي ترتكب ضد شعبنا المحاصر هناك .
وطبعا لا يفوتني أن احيي الأسرة الصحفية العراقية التي أثبتت مهارتها ومواكبتها للإعتداءات الصهيونية على غزة ووثقت حجم الخراب والدمار الهائل فيها وكلهم يرفع شعارا واحدا هو نصرة غزة .
فالصحفي الحقيقي رسالي قبل أن يكون ناقلا للحقيقة فقط وتحت شعار :
وإذا تركت أخاك تاكله الذئاب
فاعلم بانك يا أخاه ستستطاب
ويجيء دورك بعده في لحظة
إن لم يجئك الذئب تنهشك الذئاب
ان تأكل النيران غرفة منزل
فالغرفة الأخرى سيدركها الخراب