عبد الرسول الاسدي
تكافح الصحافة المستقلة في البلاد للبقاء على قيد الحياة في صراع مستمر مع الظروف التي تواجهها وهي تعيل جيوشا من الصحفيين والفنيين ومن بقي يتمسك بتلابيب مهنة المصاعب ويصر على اكمال مشواره معها لانها تحمل رسالة وطنية وهاجة عنوانها المهنية والاستقلال والدفاع عن الوطن والمواطن .في هذا المعترك الصعب فان الصحافة الورقية غير النفعية لا تجد موردا اقتصاديا لها سوى الاعلانات الشحيحة اصلا والتي توفر الرزق اليومي لاصحاب المطابع والعاملين فيها علاوة على الموزعين والمحررين والمندوبين والكتاب والمفكرين وهم كثر ويمثلون شريحة واسعة تتكيء على فكرها وعطائها للبقاء والديمومة في وقت تشتد فيه الحاجة الى مؤازرة الصوت الوطني الهادر والقادر على التغلب على الاصوات النشاز التي تحاول حجب الحقيقة وتظليل المجتمع .اليوم فوجئنا بذلك الكتاب الصادر من وزارة التخطيط بخصوص ما يسمي بالمنصة الالكترونية ينطوي عل سوء فهم عميق لعمل الصحافة الورقية ومصادر تمويلها علاوة على انه لا يراعي العدالة المجتمعية التي يؤمن بها النظام الجديد والتي تعتبر فيها السلطة الرابعة شريانا للديمقراطية ومراة مهمة لها .نعم نحترم اجراءات الحكومة في انشاء المنصة الالكترونية في ظل التطور الرقمي العالمي ولكن مع مراعاة حقوق الصحافة الورقية وبما يكفل ديمومتها واستمرارها ومضيها قدما في رسالتها الوطنية التي لا تقف عند صحيفة واحدة شبه رسمية بل تمتد لتشمل عددا من الصحف اليومية المستمرة بالصدور التي لايجب ان تقتلها رصاصات القرارات غير المقصودة .الموت الذي ينتظر الصحافة الورقية والعاملين فيها اذا ما تم تطبيق القرار بانشاء منصة اعلامية ترادفها صحيفة الصباح يعني موت الحقيقة وانقطاع موارد الوف العاملين في مهنة المتاعب وينطوي على ظلم كبير لان هذه الصحافة اسندت النظام السياسي القائم منذ بدايات نشاته وكان لها شرف الانتصار للوطن في كل المنعطفات الصعبة التي مر بها وكانت حائط الصد بوجه كل محاولات النيل من ارادة ابناء الرافدين .نتسلح جميعا في هذا المضمار بالرؤية السديدة والدفاع المستميت من قبل نقيب الصحفييين العراقيين الزميل مؤيد اللامي الذي اوضح كافة الاشكاليات التي ينطوي عليها القرار في كتاب رسمي لرئاسة الوزراء وكل الجهات صاحبة القرار وننتظر ان يكون الرد ايجابيا كما عودنا الاستاذ السوداني صاحب الرؤية البعيدة والذي يكن حبا كبيرا واحتراما منقطع النظير للاسرة الاعلامية بشكل عام ولصحافتنا الورقية بشكل خاص .نكتب لنقول انها ليست مجرد مهنة ، وليست مجرد اسماء ننتمي لها في عالم الاعلام بل تمثل الشيء الكثير لان الصحافة الورقية اكبر من كل انتماء وهي لكل العراقيين ومن اجلهم ولا يمكن ان نبحر بامان مالم تستدام مواردها بالشكل الامن المستقر .