عبد الرسول الاسدي
في الذكرى السنوية لإستشهاد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام
نقف عند أعتاب ذكرى أليمة من نوع خاص يمتزج فيها الحزن بالفخر الذي نستحقه كعراقيين ننقش على جدران التاريخ بأحرف من نور تلك المحطات المضيئة التي تقدح فيها ذاكرتنا بعطر من لون مميز .
لم يكن حادث جسر الائمة مجرد حادث عرضي بل سلسلة من عمليات الإستهداف التي طالت الزائرين والمدنيين في شتى أنحاء البلاد لكنها أشرت منعطفا هاما في تاريخ الأمة وذاكرتها النابضة بالحياة .
فالشهيد عثمان العبيدي الذي نذر نفسه قربانا للزائرين حتى فاضت روحه الطاهرة وهو ينقذ سابع الغرقى لم يفكر للحظة واحدة أو يتردد حيال هوية من ينقذهم من إبتلاع أمواج دجلة لهم .
إنها الكرامة والوفاء والإيثار تعبر عن نفسها في مواجهة طوفان التساؤلات عن الهوية ليأتي الجواب الواضح الذي لا لبس فيه انها عراقية خالية تتماهى فيها كل أنساق المجتمع من أجل أن نقطف سويا ثمار المستقبل الناصع .
ستبقى تلك الشخصية العراقية التي نذرت نفسها من أجل الحياة حاضرة في محافل الزائرين المتوجهين لزيارة رمز التحرر الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام في أنبل قضية من قضايا الذود عن معاني الحرية والسلام وكرامة الإنسان .
نحن في مؤسسة الشرق يطيب لنا أن نقف بحب وإحترام وإجلال في كل عام أمام تلك الصورة المهيبة لهذا البطل الشامخ الذي لا يناظره سواه إلا من شاطره منهج التضحية في قواتنا الأمنية والحشد الشعبي الأبطال الذين كانوا يتلقون بصدورهم العارية المفخخات ورصاص الإرهاب وإستهداف أهل الباطل من أجل أن يبقى العراق عامرا بألوان المجد .