عبد الرسول الاسدي
( اني أود أن أؤكد لك يا شعب آبائي وآجدادي إني معك وفي أعماقك ولن اتخلى عنك وسأبذل آخر قطرة من دمي في سبيل الله من أجلك )
هذا كان النداء الأول للشهيد محمد باقر الصدر قدس سره الطاهر وهو يعبر بحور الظلام ذائدا عن الوطن بمداد معرفته ومغترفا عناوين اللقيا مع المعاني الشماء التي ورثها عن آباءه وأجداده رغم تكالب المحن الضروس وتعاقب الأنظمة الدكتاتورية وتغلغل يد الفتن والمحن التي المت ببلاد الرافدين.
أتذكر اننا في فترة الإضطهاد والظلم البعثي نتناقل كتب ومطبوعات الشهيد بالسر ويحكم من يلقى القبض عليه وقد حاز اي منها للبيع أو القراءة أو لأي سبب كان بالإعدام بل ويساق هو عائلته وأصدقاءه وأنسباءه الى ماوراء الشمس .
فأي سلاح فتاك كنت تمتلك حتى أجتهد الجلادون في التعبير عن إجرامهم بحقك وأختك العلوية وكل من يحبك بل كل من يتجرأ على ذكر إسمك !
ولأن الشعوب الحية لا تموت بل تخلد ليخلد معها ذكرى تلك الفوانيس المضيئة ممن تعاقبوا على دروب الشهادة فان الشهيد الصدر الأول اوقد في القلوب تلك الجمرة اللاهبة التي اثمرت منعطفات شتى واورقت رياحين من الإنتماء الى مدرسة الكرامة.
فلم يحدث في التاريخ ان اعدم نظام قمعي ما اعدمه البعثيون على الظن والشبهة بل وباثر رجعي ليسجل التاريخ مفخرة الدماء الزاكيات العراقية التي دفع ثمنها خيرة شباب العراق في زمن الوجع الاغبر.
كلنا متساوون في منهاج الكرامة حين نقف عند تلك المسافة العصية على الإنكسار في مدرسة البطولة لآل الصدر الكرام أولهم وثانيهم وآخرهم .
هو عهد ورثناه عن الآباء والأجداد ان نكون عند حسن الظن ونبرع في مقارعة كل ظالم مجرم مستهين بالدم والمستقبل والكرامات ومنسجم مع الذات الإنسانية الابية التي اتقنا ريادة سفينتها .
في التاسع من نيسان ثمة بوح كبير نستذكر فيه منعطف الطريق بين استشهاد الصدر قدس سره وبين هلاك الطغيان وبداية الإنقلاب الربيعي الكبير لوطن الاباء.
فسلام على الصدر وكل شهداء الوطن وعلى العهد سائرون حتى الانتصار على كل فاسد ومجرم من أعداء العراقيين .