عبدالكريم القصاب
متى فــرغَ الفؤادُ منَ العناءِ ؟
……………………….وأيَُ مـهذبٍ مــــن غيــرِِ داءِ ؟
ذكيًّ العقلِ في الــدنيا شقيٌّ
………………………فلا تحسُدْ أخــــــاكَ على ذكاءِ
فـقد يأتـيكَ عســــرٌ من ذكاءٍ
………………………وقـد يأتيكَ يسـُـــرٌ مــن غـــباءِ
زمـــــانٌ عاثـرٌ ، ما فيهِ شيءٌ
……………………..ألـذُّ مـــــــــــن التـنــهدِ والـبكاءِ
خــــؤونٌ مــا بصــحبتـِهِ وفــاءٌ
……………………..قصـيـرٌ الحبلِ ، مقطـوعُ الرجاءِ
ســـــددتُ منافذي وهــربتُ منهُ
………………………الى ذاتي فســـمّيتُ آنطــــــوائي
وكم مـــن لائــــمٍ لمْ يدرِ مــا بي
……………………..ولــــــــــو يدري لبالـــــغَ بالـثناءِ
واِني للمـــــــــلامةِ غيرُ مصــغٍٍ
………………………اِذا مـا آخــــترتُ دربي وآنتمائي
فبعضُ اللـــــــــومِ باطــنُه نــفاقٌ
……………………..وبعضُ النصحِِ يدخـــلُ في الرياءِ
تُرى ، مــــــــاذا يفيدُ اللــومُ حتي
………………………يُصِـرَّ على المــلامــةِ أصـدقائي ؟
أرادوا أن أشــــــــاهدَ في ظــلامٍ
………………………وهم لمْ يُبصِـروا مــا في الضــياءِ
وقـالــــــــــوا اِنَّ عالـــمَنا جميلٌ
………………………ومـــــــا نـفْعُ الجــــمالِ بلا نـقاءِ ؟
تبدّلـــتِ القلـوبُ وصـــارَ حُلْماً
………………………..أخٌ يســـقيكَ كأســاً مـــن اِخـــاءِ
تُرى ، كيف القلوبُ غدت حديداً
……………………….وأصـــــــلُ الخلقِ من طينٍ وماءِ !؟
زمــــانٌ ، في خطاهُ أرى ضياعاً
……………………….ويسـتدعي الرجــــوعَ الى الوراءِ
وما أنا ضــــائقاً بالدهـــرِ وحدي
……………………….فغـيري ضــــــاقَ كُــثـرٌ بالــرداءِ
لــنا مُــهَــجٌ وارواح ثــــــــــكالى
……………………..وأجســــــــــامٌ تســـــيرُ اِلى الفناءِ
فلا عينٌ تُحـــدّقُ في جـــــــــــمالٍ
………………………..ولا قلـــــــــــبُ يميلُ اِلـــى غناءِ
اِلى كم نحـتسي مـــــــراً ونرضى
………………………معايشــةَ الجـــــــــــراحِ بلا شفاءِ ؟
تعـبنـا في الدنى حتى جـــــــزِعْـنا
………………………..وفضـــــلّنا الرحـــيلَ على الـبقاءِ
أبـعـــــــدَ الطيبيينَ يطيــــــبُ عيشٌ ؟
……………………..وهل بـعدَ الأحــبّةِ مــــــنْ وفــــــاءِ ؟
فوا أسفي الشـــــــديدَ على شموسٍ
………………………..وأقمارٍ تلاشــــــت مـــــن فضائي
أحبّاءً ، بهم يســـــــــمو قصــــيدي
……………………….أعــــــــزاءٍ ، مـــراثيهم عـــــزائي
لهم أدعــــــــو مــــن الباري جناناُ
……………………….ولي أدعــــــــــو بمقبولِ الدعـــــاءِ
وأرجـــــــــو منه للأِنسـانِ خـيراً
………………………واِصــــلاحـاً وثــــوباً مــــن حــــياءِ