عبد الرسول الاسدي
للشرق مثل الشمس ساعة تشرق
نور على كل الربى يتدفق
للشرق مايهب النفوس صفاءها
ويزيدها حبا به تتألق
موارة كالرافدين سجية
و عطاؤها في كل حرف يغدق
تصبو الى الأمل الكبير وحسبها
ان العيون بحرفها تتعلق
عشر ونيف و الوصال كما بدا
غضا وعن طيب الجنى يتفتق
فكذاك وصل المغرمات فأنه
نوء بأرواح الجنائن يعبق
تلك هي الشرق الكلمة و الخطاب والأمل الذي يبعث في النفوس العزم الدائم على صنع الحياة التي نريدها كريمة هادئة. تلك هي الشرق الإبتسامة التي تداعب العيون حبا كل صباح فتنشر الحياة في اعراق الشجر فتدب في الاغصان خضرة الحقول وخصوبة الوفاء و الصدق رسالة وأمانة .
وقد تقدمت بها السنين وما برحت غصة في ما تحمل من الهوى بالعراق فهي عاشقة أزلية لايهرم لها قلب مهما تعاورته الجراح و المت به الهموم
انها الفرحة الكبرى في الحرف المشبوب بالحياة صدقا و إخلاصا ولم تبرح تشتارها شهدا في كل زهرة عراقية ضاحكة فقد كانت الشرق مجلى العزمات و الهمم العالية و العطاء الثر و الوجوه المشرقة بالوفاء و النزاهة و الإخلاص ، ومازالت كذلك منبرا للحق و الدعوه للعدل و الشرف و العيش بكرامة ونقاء .
فهي على ما ابرمته مع الصدق من عهود لم تتبدل هوى بما استهوى الآخرين فكانت الضلالة شرعة لها و الغي مصدرا للخسران .
فللشرق عهدها مع كل المبادئ السامية وقد تعلقت بها غراما و إزدادت هياما فما تنفك تحلم بالعراق وقد تعافى و أشرقت في وديانه الشموس وجرت في غدرانه المياه العذبة .
فقد كان ذلك ما علقت به انظارها فهي الطامحة الى الغد المشرق حيث تلبس الصحراء ثوب الحقول الكشيب وتفيض الانهار في المرابع خضرة زاهية
انها الشرق وكما هي في مطاوي الكلمة من مضامين رائعة من صدق ومحبة وعطاء موصول وعشق سرمدي .