عبد الرسول الاسدي
ربما يشدني القول الذي دوما يردده صديق قديم (أقدام متعـبة وضمير مستريح، خيرٌ من ضمير متعـب وأقدام مستريحة) أكثر من سواه لهذا ترانا في الشرق أول من يستقبل ضياء النهار وآخر من يودعه في مسيرة إبداعكبرى تبدأ ولا تريد أن تنتهي .
نحن لا نريد أن نقف على التل لنتفرج على ما يجري من حولنا كما قد يحلو للبعض أن يفعل بل قد يصل الحال ببعضهم لأن يصبح نيرون آخر فيشارك في حريق العالم ليستمتع باللظى المستعر من حوله . فقد إعتدنا في رحلتنا السرمدية صوب المعالي أن نكون إطفائيين من الطراز الأول فنلاحق النيران اينما تكون لنسكب عليها ماء المعرفة والحب والإنتماء ونغرس في خاصرة النسيان تفاصيل مؤلمة لأحداث يجب أن تتوقف عند حدودها .
في نهاية المطاف لاشيء يشعرنا بالدهشة الكبرى مثل الإرتماء في أحضان التأمل والبحث عن مسارات جديدة يجب أن نكون فيها عند حسن ظن العالم من حولنا .
العالم الذي يحيط بنا ننظر اليه عبر نظارة الوان يطرزها الفرح والأمنيات الغامرة بنقاء ازلي تزدهر فيه مواسم القمح ويشيء فراشات وأغاني وكلمات تتدافع لتصل الى الآخر وهي تزرع فيه حب الذات والانتماء الى المجتمع بعيدا عن ضجيج التهويل والانكفاء على الوجع .
في الشرق كنا مشاريع مستمرة بلا توقف ندافع عن الحقيقة ونوقد مشاعلها وتلتهب في صدورنا عناوينها السامقة لاننا بدونها نشبه بندولا يدور في الفراغ الى النهاية . وهنا في هذه المنصة الينا على انفسنا الا ان نكون نسخة طبق الاصل لما اخترناه منذ البداية كحلم عراقي اصيل يابى الانكسار والانحناء والانثناء لان غايتنا ان نكون في الصدارة بلا تكسير لمجاذيف الاخرين بل بمصافحة كل من يمتلك قلبا عامرا بالحب وضميرا مبتكرا وقادرا على العطاء .