عبد الرسول الاسدي
نعيش هذه الأيام كرنفال عيد الصحافة العراقية الذي يقترن مع عيد تأسيس الشرق بحلتها العراقية البغدادية وصوتها الرافديني الأثير والذي لا يحتمل التأويل .فنحن نعيش نقطة تحول مهمة ليس في الصحافة المحلية فحسب بل العربية إجمالا لأن أهل مهنة المصاعب في عراقنا الحبيب سبقوا أقرانهم ونظرائهم من الزملاء في البلاد العربية ولتكون محطة الإرتقاء الأولى لصاحبة الجلالة مضيئة مثلما تضاء قناديل الرفعة في سماوات الإبداع والخصب الرافديني ولتكون الشرق مكملة لسلسلة مضيئة من تجارب نقية شيد بها الأسبقون هذا الصرح الجميل.
وإذا كنا نتوقف لنحتفل بهذا اليوم المهم في ذاكرتنا فان ثمة شواخص مهمة تستحق أن نلتقط منها شذرات العطاء والتضحية في هذه المسيرة العطرة حيث يكفينا أن نكون في قلب العاصفة أينما تتجه بوصلتها وبغض النظر عن أسبابها ونتائجها.
فبالرغم من الظروف الصعبة التي عاصرتها البلاد منذ الهجمة الداعشية مرورا بتظاهرات تشرين ثم إبان جائحة كورونا كانت الشرق تمسك بلواء المعرفة والمضي قدما بل على العكس لم تتوقف عند مجرد الإستمرار بالصدور بل أيضا في تسجيل مواقف جديدة مضيئة.فخلال الجائحة ورغم كل
صمدنا بالعمل رغم كل الصعوبات كانت الشرق مع المواطن حين وقفنا مع شعبنا من خلال التعاون مع وزارة الصحة ونشر سلسلة من التقارير الصحية عن المرض وطرق الوقاية والعلاج وكنا متواجدين بجانب التوعية يوميا وفي كل مدن العراق من خلال مكاتبنا وزملاؤنا في وقت أوصدت مؤسسات عالمية كبيرة أبوابها بسبب الوباء.
الشرق منذ ولادتها وإنطلاقتها كانت تحاكي الناس في كل مكان من بلدنا العراق وكانت حاضرة إجتماعيا وشعبيا وأدبيا فهي أنيس العائلة ومتنفسها في كل الميادين كما هي الحصن والساتر والسلاح ضد كل الأعداء .
ان المواكبة بحد ذاتها لا تعني فقط أن نكون حاضرين بل فاعلين منتجين ومدافعين أنقياء وبواسل في خدمة المجتمع.