عبد الرسول الاسدي
الإنسياق وراء التفاصيل المشاكسة لم يكن يوما ما من الأطر التي نفهمها ونتعامل معها تحت أي ظرف كان ، فللشرق منصة عابرة لحدود التفصيلات الضيفة والمصالح الذاتية المنمقة للأفراد .وهي إصرار مستمر على صناعة التفرد في المحتوى فضلا عن التعاطي مع عناصر الواقع المحيط بنا بأمانة مطلقة تفرضها الوقائع اليومية الضاغطة على العراق بشكل عام .
لقد كانت الشرق دوما في طليعة المواكبين لكل الحوادث الهامة التي رافقتنا في مسيرة الأعوام الصعبة منذ إنطلاقتها الأولى ومرورا بكل اللحظات الحرجة في تاريخ البلاد . هي مسيرة تعبدت بالولاء المطلق للوطن والحرص الغزير على أن نكون في طليعة من يرفع عن كاهل الأمة تلك الأحمال الثقال ويذود عنها بشتى الألوان من التصدي والتحدي والقدرة المتناهية على صياغة أنموذج يستحق الإحتفال به مهما بلغت التحديات من الكبر عتيا .
لانريد أن نزيف الحقائق فالدرب لم يكن ورديا ولا مفروشا بالرمل بل تتبعثر في منعطفاته أحجار المتاعب ولطالما كنا نعاني كثيرا من المتاعب مادية كانت أو معنوية وأخطار شتى جابهتنا كما أبناء الوطن في كل وقت وحين وكان عبورها يستنزف الكثير من القدرة على التعاطي والتعامل بإيجابية مطلقة .
التفاوت في درجات ومراحل الأزمة خلق وعيا مضادا كبيرا فوقفنا في نقطة واحدة تنتمي الى الوطن دائما رغم إشتداد رياح الأزمة التي تقذف بالآخرين ذات اليمين وذات الشمال . لكنا حافظنا على الثبات المطلق في المنتصف بعيدا عن الإنتماءات وقريبا من الوطنية بشكلها الفذ.
في صيرورتنا الكبرى يوم ذدنا عن هويتنا التي يعاد تشكيلها في كل مرة لتلائم المتغيرات الفريدة للوطن لم نكن نلعن الظلام بل نؤسس تاريخا من الإشراق بشموع تشعلها الأصابع والقلوب لتنير مسارات ودروب مختلفة في يقظتها وتألقها .
التجديد في الشرق كان في كل مرة يستكمل حلقات المسيرة ومراحلها ومحطاتها الشماء . فهي ولدت من صميم الرغبة في التألق وحقيقة ان العراق لكل أبناءه الأحبة القادرين على أن يكونوا في صف الوطن بكل أنساقه وحكاياته.