عبد الرسول الاسدي
تحدثنا ألوف القصص التي نقرأها في الكتب عن الملك الذي يخرج متنكرا ليطلع على أحوال الرعية ويتفقد أخبارهم ، ليكتشف خفايا وأسرار غالبا مالايكون له إطلاع عليها سابقا . فتلك الجولات التنكرية هي بمثابة مرقاب للكشف عن حقيقة ما يجري وراء أسوار السلطة وقصورها .
وإذا كان العصر الحديث قد ألغى هذه الظاهرة الى حد كبير بإعتبار ان المعلومات صارت متوافرة بشكل أكبر وأصبح النشر في متناول المهتمين بإيصال إشكالات المجتمع فان تلك الصورة النمطية لاتزال حاضرة في الشرق .
لكن الفرق أن الشرق لا تتنكر بل تعلن عن نفسها وهي تسبر أغوار التحدي وتتغلب على المستحيلات وتركب على صهوة الحقيقة في طريقها الى صناعة مجتمع ينهض بأدواته وينتصر على الإشكالات ويحارب الظواهر السلبية .
مهمة الشرق الرسالية هي القدرة على أن تصطف مع المواطن في كل المنعطفات ومهما كانت هذه المنعطفات صعبة أو حرجة أو تعبدها الإشكالات لأن في ذلك إنتصار للقضية الأولى والأهم وهي الوطن والمجتمع .
وإذا كانت بعض ساحات العطاء أشبه بساحة الحرب ، فنحن أمسكنا بتلابيب كل لحظاتها دون خوف أو تردد لإيماننا المطلق أن أهل الصحافة أدرى بشعاب الوطن وانهم أقدر على صياغة خطاب موضوعي مهني يستند الى القدرة على قراءة الواقع وينهل من الحلول المبتكرة التي تتناسب مع كل مرحلة .
واحدة من وسائل تحقيق هذه الغاية هي دفاعنا عن حقوق الصحفي في الوصول الى المعلومة وشفافية التعامل بها والمرونة التي يجب أن تكون حاضرة في هذا المسعى مضافا اليها الإهتمام بالصحافة الإستقصائية وتدريب المشتغلين في حقل الصحافة على أن يكونوا صيادي أخبار ومهرة في إنتقاء التفاصيل وخبراء في نقل كل ما يجدونه ملائما على طبق من صدق ومهنية .
المجتمع أمانة في أعناق الإعلام المستقل الرسالي والعراق بحاجة ماسة الى سلطة رابعة قادرة ومستعدة ولا تاخذها في المهنية لومة لائم .