عبد الرسول الاسدي
يزقزق الوقت كما العصافير حين تناجيه الصباحات المزدحة بالشغف ، يغترف من
دينونة الأفكار الغارقة في التساؤلات المتجددة ، لهذا ندرك جيدا أهمية أن نقف طويلا عند مصفوفة الأعوام ثم نتامل مسيرة طوينا أعوامها بإجتهاد قد يكون مرهق كثيرا أحيانا.
لهذا ولأننا نستعد لقطاف ثمار عام كامل أمضينا أشواطه في تعداد المنجزات ، يطيب لنا في هذه الأيام أن نتوقف علنا نلتقط تلك الصور المسرعة لذكريات هرعت صوب الأمس الغابر بأسرع مما كنا نتخيل ، رغم أنها منحتنا دفء الشعور بالرضى عما فعلناه .
يقينا لم نفعل سوى الواجب في نهاية المطاف لكن الحلاوة تتأتى من أن ذلك الواجب جاء معجونا بماء الإبداع ومسقيا بندى الإبتكار ومتبعثرا على مفترقات دروب جميلة أحصينا مسافاتها فوجدناها تختال يقينا بأن العواصف كلها إنكسرت ولم تثلم سطرا من سطورنا .
لقد وقفنا اليوم بصحبة عدد من الأحبة الزملاء في مؤسسة الشرق وإبتدأنا مشوار تعداد الخطوات غثها وسمينها ، حسنها والأقل حسنا منها علنا ننجح في إمتحان الذات للخروج بالأفضل في نهاية الأحوال لأن الدرس الأهم الذي تعلمناه في مسيرتنا الإبداعية في عالم الصحافة منذ اليوم الأول هو ان نحاكم كل كلمة ونقتفي أثر كل موقف نراه جميلا وصادقا وموفقا .
التعلم لا يقف عند حد والثراء الفكري ليس أن نقول أننا نعرف بل أننا نسعى لأن نعرف ، والمعلومة المتكاملة تعلمنا التكاسل وتبعث على الملل ومهنة الصحافة هي ريادة في دنيا التساؤلات ومن يعيش في وطن تتدافع حوادثه يدرك أن كل يوم قد يصبح أجمل من سابقه حين يكون مختلفا عنه كليا أو جزئيا .
نسعى لأن يكون القادم الأجمل هو القادم المختلف عن سابقه بأنه يكمله ويتممه وينهي مخرجاته ويبدأ بمدخلات بداية أخرى في سلسلة متداخلة من العنفوان التي تلعب فيها كلماتنا وأخبارنا ومواقفنا دور حجر الزاوية في إعادة التأسيس والتأثيث والمكابرة حتى النهاية .