كريم هاشم العبودي
استفحلت في الاونة الاخيرة .. المبالغة في زيارة عوائل .. وجيران .. واصدقاء .. وعشيرة المرضى في كافة مستشفيات البلاد، مستغلين غياب الاجراءات الرسمية ، وعدم فعاليتها للحد من هذه الظواهر الغير حضارية ،والتي تسبب ارباكا لادارة تلك المستشفيات،لا سيما بعد ان اصبحت ردهاتها وحتى صالات عملياتها الى مطاعم جوالة وملاذا امنا لحل المشاكل العشائرية، وتصفية الحسابات

تحديد زيارة المرضى
ولهذه الاسباب .. وبعد ان طفح الكيل .. اصدرت وزارة الصحة مؤخرا .. قرارا تم فيه تحديد زيارة المرضى بأوقات، وفرض رسوم على زيارة المريض خارج أوقات الزيارة .
وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، ان تنظيم أوقات زيارة المرضى خارج الزيارة الرسمية المحددة، يهدف للحفاظ على سلامة المريض ، وان الغاية من هذا القرار والتعليمات هو إعطاء الوقت الكافي والمساحة الكافية للأطباء والممرضين والملاكات الصحية والمختبرية المختلفة القيام بعملهم .
واكد البدر بأن التعليمات لحماية المريض جاءت ايضا من احتمال انتقال عدوى الأمراض من الزائرين إليه أو العكس، مضيفا بان زيارة المرضى في المستشفيات، ستكون مجانًا لثلاثة أيام كالتالي:
الإثنين – الأربعاء من الساعة 3 إلى 8 مساء.
يوم الجمعة من كل أسبوع من الساعة 8 صباحًا لغاية الساعة 12 ظهرًا.
ولفت البدر، إلى “منع الزيارة للمريض منعًا باتًا من الساعة 8 صباحًا ولغاية الساعة 3 من بعد الظهر في جميع أيام الدوام الرسمي” ، مؤكدًا أن “هذا الإجراء يتضمن استحصال مبلغ 5 آلاف دينار لمن يزور المريض خارج أوقات الزيارة المذكورة”، وهو “لا يشمل مرافق المريض”، إذ أن “مرافق المريض غير مشمول بأجور زيارة المرضى حيث يسمح بمرافق لكل مريض راقد”.

ملف انساني لا بد منه
ومن هذا المنطلق .. فتحت ( الشرق ) .. وبتوجيه مباشر من الاستاذ عبد الرسول زيارة الاسدي / رئيس مؤسسة الشرق هذا الملف الانساني .. الذي استغله البعض .. من خلال استعراض عضلاته للاعتداء على الاطباء .. والكوادر الصحية في المستشفيات العراقية .. التي وجدت لخدمته .. وخدمة عائلته ..
لنقرأ اراء المواطن العراقي .. والنخب الثقافية .. بشأن هذا الموضوع .. عبر السطور ادناه :

سنة نبوية تؤلف القلوب
في البدأ عبر رئيس مؤسسة الشرق الاستاذ عبد الرسول الاسدي .. عن رأيه بهذا الموضوع قائلا :
كل اهل العراق يتميزون بتقاليد الاباء والاجداد .. وما زالوا سائرون عليها .. فهم يعدون بان زيارة المريض شرف وواجب اخلاقي ، وتُخفف الآلام والأوجاع عن المريض ، وتُسهم في وحدة الطيف العراقي بكل مكوناته ، وتعمل على مد جسور المحبة ، ونشر كثيرٍ من معاني التعاطف والمواساة ، وتقوية الروابط بين الأهل والإخوان والأقارب والجيران والأصدقاء ، وغيرهم من أبناء المجتمع العراقي ، وعلى الرغم من ذلك كله فإن هذه الزيارة بمعانيها الكريمة السامية قد تعرضت في وقتنا الحاضر وزمننا ( العجيب ) إلى ما من يشوه جمالها في كثيرٍ من الأماكن ، وما يؤسف له أن نراها وقد تحولت إلى ( ظاهرةٍ سلبيةٍ مؤسفة ) تبرز ملامحها السلبية في بعض المستشفيات الحكومية و الأهلية منذ فترةٍ ليست بالقصيرة ، ومن فئةٍ من أبناء المجتمع الذين أخذوا يقومون بها مصحوبةً ببعض التصرفات الخاطئة التي يُمارسونها بكل عفويةٍ وسذاجة ، بل إنهم ربما لا يجدون فيها شيئًا من الحرج أو المُخالفة لما ينبغي أن يكون عليه الحال ، ومن المؤلم جدا ان نشاهد البعض ينتهك قدسية مستشفياتنا .. بكل وقاحة .. من خلال تحويل ردهاتها .. الى حلبة ملاكمة تطال الاطباء .. وكل الكوادر الطبية الساهرة على سلامة المرضى ..
سلوكيات خاطئة
وبألم بالغ شدد الدكتور اكرم ناصر العقابي على ضرورة ان تتخذ الحكومة العراقية اجراءات وقوانين صارمة .. ضد كل شخص .. كائنا من يكون ينتهك حرمة تلك المقدسات التي وجدت لخدمته .. مبينا بان تلك المظاهر والتصرفات غير المسؤولة التي تشتكي منها كثيرٌ من المستشفيات حينما يقوم بعض ( الزوار ) فيها بتبادل أدوار ( البطولة المؤسفة ) ، وهم يُمارسون العديد من السلوكيات الخاطئة متذرعين بأنهم يقومون بزيارة أقاربهم ومعارفهم وأصدقائهم المرضى في تلك المستشفيات ، وعلى هذا الأساس !!
عراقنا بخير يا اعداء الحياة
وليس غريبًا أبدًا .. والكلام للاسدي أن نرى البعض منهم يتجمهرون أمام بوابات المستشفيات وممراتها بشكلٍ فوضويٍ .. ولافت للنظر دونما سببٍ يدعو إلى ذلك ، وبخاصةٍ عندما يحاول البعض منهم ( تسريب ) بعض المأكولات والمشروبات ونحوها، للمرضى مع علمهم المُسبق بان كافة المستشفيات العراقية .. توفر لهم وجبات .. صباحية .. ومسائية .. بصنع افضل الطباخين في العراق .
ليس بمستغرب !!
فيما عبرت ( ن م ) اعلامية .. عن رأيها بالقول : قد نرى أن من الزائرين من يفترشون الحدائق والمُسطحات الخضراء ومواقف السيارات بشكلٍ عشوائي في مجاميع كبيرةٍ أو صغيرة يودعون فيها ويستقبلون ، وليس بمستغربٍ أبدًا أن نجد من يتجمعون أمام المداخل والممرات لتناول أصناف الطعام والشراب في ردهات المستشفى ، بل إن العجب يزداد حينما نجد من يصطحب أعدادًا من أفراد أهله والأبناء ولاسيما الصغار منهم في زيارته للمرضى ، وكأنه خارجٌ بهم في نزهةٍ أو رحلة خلوية ، إلى غير ذلك من المناظر المؤسفة والمحزنة وغير الحضارية ، التي أجزم ومعي كل عاقلٍ ورشيد أنها أصبحت ظاهرةً سلبيةً وملفتة للنظر ، بل إنها أصبحت تستلزم التدخل ( الرسمي ) ، والعمل الجاد على الحد منها والقضاء عليها ووضع الضوابط المناسبة لتنظيمها ، والحرص على نشر الوعي الصحيح في هذا الشأن بين أبناء المجتمع وفئاته .
دعوة لكافة العراقيين
اما المواطن ابو سيف الساعدي .. فقد عبر عن رأيه بالقول : كلنا نعلم أن زيارة المرضى تكون للسلام عليهم ، والاطمئنان على صحتهم ، والدعاء لهم ، وكلنا نعلم أن زيارة عيادة المريض ينبغي أن تكون مختصرةً وقصيرة .. وإلى متى ونحن نشتكي من مثل هذه الصور والسلوكيات المخالفة للعقل الرشيد والمنطق السديد ..ويوجه ابو سيف دعوة لكل العراقيين الانقياء الطيبين .. ومن خلال جريدة الشرق الغراء .. للإقلاع عن مُمارسة مثل هذا السلوك ، والعمل على الإسهام الفاعل بما يخدم عراقنا الحبيب بكل طوائفه .