حاورها – محمد رشيد الدفاعي
عندما تجد صفات متكاملة ومتميزة لدى الشاعر مثل جمال الالقاء والكلمات واللغة السليمة والحضور ( الكاريزما) كل هذه الصفات تجعلك تقول بأنه شاعر متكامل ، هذا ماوجدته عند ضيفتي، فهي تمتلك هذه المواصفات ، حيث تصدرت ووثقت قصائدها في الصحف السورية والعربية وشهدت لها المنصات وصفق لها الحضور وهي تغرد في إلقاء قصائدها التي تحرك الساكن لما تحمل في طياتها ومضمونها من كلمات وأبيات جميلة دخلت قلب المتلقي ، فاتن حيدر أسم مميز دخل عالم الشعر ووثقت اسمها بحروف من ذهب ، تعال معي عزيزي القاريء لنرى ونتعرف أكثر على شاعرتنا السورية من خلال هذا الحوار :
حدثيني عن بدايات دخولك عالم الشعر ؟
بداية أعرفك بنفسي انا فاتن ابراهيم حيدر من سورية ، حاصلة على بكلوريوس ترجمة في اللغة الانكليزية ومدرسة للمادة ،
بدأت أولا بكتابة الخواطر وكنت في المرحلة الثانوية ، وبعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ، اتجهت الى كتابة ونشر النصوص النثرية ، كما أنني كتبت بعض القصص والومضات وكان ذلك في بداية الحرب على وطني الحبيب سورية أي منذ عام ٢٠١١، وكان أول نص لي بعنوان «أمي معلمتي» وفيه وصفت كم ظلمني القدر ، وكيف كانت أمي قدوتي ومعلمتي في الصبر ، وبعد ذلك بسنوات درست العروض بالاضافة الى معرفتي مسبقا ببحور الشعر والى اعتمادي على أذني والسمع في وزن القصائد لأبدأ بكتابة الشعر العمودي الموزون
هناك من ينظر إلى جمال الشاعرة قبل سماع قصائدها ويقول عنها بأنها شاعرة كبيرة ، بمعنى ان المتلقي ينظر إلى الشكل قبل أن يسمع ، ماتفسير هذا برأيك ؟
عندما ينظر الشخص المستمع أو المشاهد لجمال الشاعرة الخارجي فهذا ليس له أي علاقة بالأحساس بالشعر او حتى لايفقه من الثقافة شيء ، كيف يمكن للمرء أن يقول عن انسانة بأنها شاعرة لمجرد ان شكلها الخارجي جميل ؟ وهل الشعر والأدب والثقافة تأتي من الجمال أم من العقل والفكر والابداع ، وتفسيري لذلك هو أن المتلقي لايملك الثقافة ليعطي رأيه بالكلمات فيحكم على ما تراه العين فقط للأسف
حدثيني عن منجزاتك الأدبية؟
بالنسبة للمنجزات الأدبية صدرت مجموعتي الأولى التي طبعتها في العراق بعنوان « مزن الهوى «
والمجموعة الثانية أيضا قيد الطباعة في العراق وهي بعنوان «زخات عشق «وقد كتبت مجموعة ثالثة والآن أجهزها وادققها وهي بعنوان «غربتي مضاعفة «
هل لديك مشاركات خارج بلدك ؟
نعم شاركت خارج سورية في البلد الشقيق العراق بعدة مهرجانات وامسيات شعرية وزرت العديد من المنتديات والاماكن الثقافية الهامة ، بالأضافة الى تكريمي في متحف بغداد والمتنبي
سبق وأن زرت العراق ، حدثيني عن تلك الزيارة ؟
من أهم الاشياء التي قمت بها في حياتي هي سفري الى العراق الغالي فقد كانت تجربة مهمة جدا اعطتني الكثير من الخبرة وتعلمت من خلالها الكثير من عادات وثقافة وتقاليد العراق كما أنني اكتشفت أن الشعب العراقي شعب قمة في الثقافة والابداع فقد صادفت اطفالا يلقون الشعر بطريقة مذهلة ، تفاجأت بالعدد الكبير للشعراء والادباء هناك لدرجة أنني قلت « اذا رفعت الحجر ستجد تحتها شاعرا « العراق بلد الفن والثقافة والاصالة والتراث ، رأيت اضافة الى ذلك مقاهي خاصة بالادباء والأدب وشوراع خاصة بالكتب والكثير الكثير من النشاطات والمهرجانات الفنية والشعرية
ماهي العوامل والدوافع الذي يجعلك تكتبين قصيدة ما؟
كتابة القصيدة بالنسبة لي تأتي أحيانا صدفة ،وأحيانا حسب الحالة التي أمر بها ، فمثلا حالات الحزن جعلتني اكتب قصائد مؤثرة ، مثل وفاة أبي «رحمه الله» ،الغربة والحنين ، الحب والخيانة والكثير من المواقف التي حصلت معي او مع المحيطين بي
لمن تقرأين من الشعراء وبمن تأثرت ؟
بداية كنت أهتم لشعراء العصر الجاهلي واحفظ قصائدهم ولكن لاحقا أصبحت اقرأ بحب وشغف للشاعر الكبير محمود درويش ومن ثم نزار قباني ، أما في السنوات الاخيرة عشقت شعر الشاعر العظيم محمد مهدي الجواهري
ماذا تعني لك هذه الكلمات « الحب « الشعر « سورية « السفر ؟
الحب ..بالنسبة لي هو وجع وجرح كبير جدا
اما الشعر فهو طريقي الى السعادة والوسيلة الوحيدة للخروج من الواقع المؤلم
سورية هي أمي ونبض قلبي
السفر غربة وقهر
ماهو دور انتشار الفضاء
الالكتروني عليك كشاعرة ؟
كان للتواصل والانترنت والفيس بوك او البرامج الاخرى دورا كبيرا في نشر اسمي وكتاباتي داخل وخارج بلدي وقد تعرف الناس علي عبر الانترنت وتعرفت على أدب البلدان الاخرى أيضا وهكذا ازدادت معرفتي وثقافتي
هل حققت طموحك وماهو مشروعك القادم؟
الطموح لايتوقف ابدا إلا إذا نحن قررنا أن نتراجع وانا طموحي كبير فانا مازلت في بداياتي ولاأعتبر نفسي انني أنجزت الكثير فأنا لدي أحلامي بأن أصل إلى العالم عن طريق ثقافتي ومشاركاتي وكتاباتي وحتى الآن مازال مخزوني قليل وأطمح للمزيد من المعرفة والعلم ، طموحي المزيد
والمزيد من الاعمال الأدبية
في مسك الختام ماذا تقولين ؟
احب في الختام أن أوجه رسالتين الأولى هي رسالة سلام وخير ومحبة لوطننا العربي
والثانية أن يترك كل واحد منا في قلبه مساحة للتسامح والطيبة فمن يحمل صفة التسامح لايعرف الكره ولا الحقد وأن ننشر الحب ونتمنى الخير لمن حولنا .هكذا سنعيش سعداء وضميرنا مرتاح ،
ولدي نصيحة لمن يملك الموهبة في الكتابة هي المطالعة ثم المطالعة والقراءة المتنوعة ولكل من يملك الموهبة في أي مجال آخر أقول : كن أنت نفسك لاتقلد وستنجح وستصل بالتأكيد …