أكد رئيس تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم، توجه العراق نحو الريادة في المجالات الحيوية، فيما أشار إلى تحقيق خطوات كبيرة في حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.وقال السيد الحكيم في كلمته خلال المنتدى العالمي للثقافة: إن «السلام ليس غياباً للحرب والنزاع فحسب، بل هو حالة الأمان والاستقرار التي تبدأ من العلاقات الشخصية، والاجتماعية وتمتد إلى الآفاق الدولية الأوسع»، مبيناً أن «السلام في أهم مصاديقه يعني الحفاظ على كرامة الإنسان، والعيش بسلام مع الآخرين، وتعزيز التفاهم والتعايش بين مختلف الثقافات والديانات».وأضاف أن «الحدیث عن ثقافة السلام یتطلب أولاً استحضار الأركان الأساسیة وتفعيلها لتحقیق هذا السلام»، مبيناً أن «السلام العادل يتضمن حماية حقوق الإنسان، وضمان الحريات الأساسية للجميع، ويشمل الحق في الحياة، والحرية، والسعي نحو السعادة والعيش الكريم».واستطرد: «نحن الیوم بأمـس الحاجة لتعزیـز مبادئ السلام وتطبیق أركانـه الفعلیة في منطقتنا وفي العالـم من خلال تعزیـز فرص التنمیة الشاملة وتحقیق أركانها، فالسـلام هـو مفتاح التنمیة الحقیقي لشعوبنا ودولـنا والعكس صحیح».وأردف: «لا یـمكن فصل الـتنمیة عن السلام فهناك علاقـة متشابكة بین المفهومین فـإذا أردنا تنمیةً شاملةً في بناء الإنسان والمجتمع والأسرة والحكومات مروراً بجميع القطاعات الاقتصادیة والسیاسیة والبيئية فلا بد من إرساء السلام وتطبیقه أولاً»، منوهاً بأن «التنمیة تعكس مجموعةً متكاملةً من القیم الاجتماعیة والسیاسیة تتمثل مجتمعة في إقرار وترسيخ ثقافة السلام».
ولفت، الى أنه «لا بـدیـل الـیوم غـیر الإسـراع فـي عجـلة الـتنمیة الـشامـلة ومـكافـحة الـعوائـق الـتي تـحول دون تـحقیق تـلك التنمیة المرجوة، وأن الشباب لا يمثلون مستقبل أمتنا فحسب، بل هم الحاضر الفاعل والمؤثر في بناء عالمٍ أكثر سلاماً وازدهاراً».وبين، أن «الاستثمار في الشباب وتمكينهم يعني بناء أساس متين لعالم أكثر سلاماً وتناغماً»، مشيراً الى أن «العملیة التنمویة في بلداننا يجب أن تتسم بالمبادئ:
أولاً/ أن تـكون متجهة نـحو تـلبیة الاحتياجات غـیر الـمادیـة، وأن لا تـقتصر عـلى المفهوم الـمادي، فـالـفقر اليوم لا یعني احتیاج الإنسان إلى الغذاء والدواء فقط، بل الفقر الحقیقي هو فقر المنظومة التعلیمیة والقیمیة والأخلاقـیة، وأبرز مـا یهـدد شعوبنا هي تلك الـثقافـات المنحرفة والدخیلة عـلى قـیمنا الـعربـیة والإسلامیة.
ثانیاً/ أن تنطلق التنمیة من داخـل الـمجتمع نفسه، معتمدة عـلى موارده البشـریة والطبیعیة والثقافیة، فأهل مكة أدرى بشعابها ولا نریـد غـطاءاتٍ ومبرراتٍ تـتیح للآخرین التدخل بشؤوننا باسـم التنمیة ، لأغراض وأهداف فرعیة ودخیلة.
ثـالـثاً/ أن تـكون التنمیة مسـتندة إلـى تحولات بنیویـة في الاقـتصاد والمجتمع والبیئة الإقلیمیة والدولیة حتى تكون تنمیة جذریـة وشاملة وحقیقیة فمن الصعب أن تـنفرد دولـة ما بالـتنمیة وهـي ضمن محیط إقلیمي مضطرب غـیر مستقر ومن المستحیل أن نـتكلم عـن التنمیة تحت أزیـز الرصاص وطـبول الحرب وآثـارهـا المدمرة الفادحة.
واستكمل أن «العراق عانى كثیراً مـن آثـار توقـف عجلة التنمیة، وما زال يعاني بعض آثارها بالرغـم مـن الخطوات الكبیرة التي تحققت طیلة العقدین الماضیین، وما تحقق في حكومة السوداني بشكل خاص».
وأوضح أن «العراق الـیوم یـختلف عـن أمـسه ومـاضـیه وهـو فـي طـریـقه نـحو الـریـادة فـي مـجالات حيوية واستراتيجية»، لافتاً الى «التحدي الكبير الذي تواجهه جـمیع الدول العربية، وهو تهـدیـد أمـن المنطقة وزعزعة السلام فیها».
ونوه الى أن «مـا یـتعرض له الشعب الفلسطيني فـي غـزة والضفة والمدن الفلسطينية الأخرى مـن إبـادة جـماعـیة تـحت مـبرراتٍ غـیر مـنطقیة مـن قـبل الـكیان الصهـیونـي وتـحت صـمت دولـي مـریب، تـعد مـن أبـرز التحـدیـات الـتي تـواجـه إرسـاء ثـقافـة السـلام ودفع عجلة التنمیة في المنطقة».
وأشار، الى أن «الـقضیة الفلسطینیة لیسـت شعاراً سـیاسـياً وإنما هـي قـضیة تـمس كـرامـة المواطن العربي والمسـلم ولا یـمكن الـتغاضـي عـنها أو تعویمها بـأسـالـیب وجهود بعيدة عن معنى الكرامة والإنسانية».
ودعا في كلمته خلال المنتدى الدولي، الى «اعتبار التنمیة المسـتدامـة والمسـتندة إلى سلام حـقیقي ودائـم فـي المنطقة العربیة والإسلامـیة هي الـقضیة الأولـى لدى الدول وحكوماتها ومجالـسها التشریـعیة كلاً بحسب نظامه السیاسي وبيئته وأولوياته».