عبد الرسول الاسدي
لا نبالغ حين نقول ان السيد محمد شياع السوداني يمثل بحق واجهة ناصعة للرأي والرأي الآخر من خلال إحترامه المطلق لوسائل الإعلام والحوار البناء الهادف في تكملة لمشوار حكومته التي لم تشهد تصعيدا سياسيا عنيفا ولا حتى متوسطا منذ توليه المنصب في لافتة تستحق الإشادة .
وإذا كانت الدول الديمقراطية تتفاخر بقدرتها على إتاحة الفرصة لوسائل الإعلام في التعبير عن رأيها وللمدونين والصحفيين بتداول ما يرونه مناسبا من الأخبار والآراء والأفكار فان حكومة السوداني هي الأخف وطأة بل الأكثر إنفتاحا على جمهرة مهنة المتاعب من سواها.
ونتذكر جميعا أن الرجل بمجرد تسنمه المنصب إستضاف لأكثر من مرة ممثلي وسائل الإعلام لا ليتحدث اليهم عن حرية مزعومة بل ليتداول في الشأن العام والخدمي تاركا الحكم بشأن تلك الحرية للوقائع والأحداث .
إسقاط التهم المتعلقة بقضايا النشر من قبل الحكومة الحالية خير دليل وبرهان على أن آلياتها في التعاطي مع الهاجس الإعلامي والرأي والرأي الآخر دالة على مصداقيتها وتحري الوصول الى أهدافها بعيدا عن مطاردة أصحاب الآراء في كل شاردة وواردة ودليل واضح أن إبن المقابر الجماعية هو الأحرص على أن عهد تكميم الأفواه قد إنتهى الى الأبد .
أكثر من 300 دعوى نشر تم إسقاطها من قبل السيد رئيس الوزراء المحترم في بادرة طيبة تدل على عمق العلاقة المتجذرة بين أسرة المتاعب وبين الرجل الذي نشأ كادحا وعاصر هموم العراقيين قبل أن يتبوأ مناصبه المتعددة في السلطة التنفيذية متدرجا في غمار الوظيفة ومدركا لأهمية الإعلام بإعتباره سفينة نجاة الوطن من الوقوع في براثن المشكلات المتراكمة .
وإذا كانت البدايات المبشرة لحكومة السيد السوداني تشي أن هذا الرجل عميق العلاقة بالهموم المجتمعية وكثير القرب من هواجس الجمهور فان الإصطفاف مع السلطة الرابعة وفي صدارتها يبرهن أن الحكومة سائرة في طريق العمل في الشمس وتحت النور بلا مواربة أو مخبوء ..فشكرا له من الأعماق .