عبد الرسول الاسدي
الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني جاءت في وقت صعب وحساس للغاية تشهد فيه المنطقة تبادلا لرسائل تحذير من العيار الثقيل بين واشنطن وطهران على خلفية العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية في طهران ، ليضع العراق أمام إستحقاق قد يراه مراقبون لعبا لدور الوسيط في تقليل الأضرار الناجمة عن أي رد إيراني على العدوان الصهيوني وبما يكفل عدم إتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط .
بالإضافة الى هذا الدور التكتيكي فان جملة من الملفات المهمة ستكون حاضرة وبقوة في ذلك اللقاء بين السوداني وبايدن ولعل إجتماع الإطار التنسيقي بهذا الخصوص قد كشف أهمية تلك الملفات.
فوفقا لقياديين في الإطار فان رئيس الوزراء السوداني سوف يبحث في البيت الأبيض عدة ملفات أبرزها الإنسحاب الأمريكي العسكري من العراق وإنهاء مهام التحالف الدولي وملف الإقتصاد والشراكة وتحويل العلاقة بين بغداد وواشنطن من علاقة عسكرية أمنية الى علاقة إستراتيجية تخص قطاعات مختلفة أبرزها الإقتصاد والمعلومات والتكنلوجيا والإعمار وغيرها.
رئيس الوزراء السوداني أوضح في مقال نشرته صحيفة فورين افاريز ان الزيارة بمثابة فرصة لوضع الشراكة الأميركية العراقية على أساس جديد وأكثر أستدامة، وستؤكد على الأهمية المستمرة لعلاقاتنا الإقتصادية ، والتعاون في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وإستخدام الأدوات السياسية والدبلوماسية لنزع فتيل التوترات الإقليمية، وستظل الحرب ضد الإرهاب موضوعا مركزيا.
في المجمل وبقراءة واقعية لمجريات الزيارة فان تنظيم العلاقة بين بغداد وواشنطن ستتجه لأن يكون العراق بعد الزيارة دولة مستقلة صاحبة قرار أمني على أرضها دون الحاجة الى جيوش جرارة أمريكية تفتك بالمدنيين ويعرض السيادة الى الخطر والإنتهاك بشكل متزايد.
فما ننشده جميعا هو أن تؤسس العلاقات مع كل الدول على أساس المصالحة المشتركة وتبادل المنفعة وسيادة القانون الدولي والعلاقات المتوازنة بعيدا عن الإشتراطات والإملاءات ولي الأذرع .