عبد الرسول الاسدي
وصل الى بغداد قادما من جبال الوطن الشماء الزعيم الكردي مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في زيارة وصفها بعض المراقبين بالتاريخية لأنها الأولى منذ ستة أعوام ، ولأن المرحلة التي جاءت فيها حرجة وشائكة الملفات والتفاصيل.
رئيس الوزراء السوداني الذي إستقبل البارزاني إعتبر أن شوطا مهما من بناء الثقة بين بغداد وأربيل قد تمت إستعادته في ظل الحوار الهادئ والبناء الذي جمعمها ما يشي أن الأوضاع في طريقها الى التعبيد وإنهاء الملفات العالقة والسيطرة على الأجواء لإفراز جو تصالحي لا محل للإنسدادات السياسية فيه.
لكن الى أي حد يمكن إعادة قراءة الزيارة بتفصيلاتها الدقيقة : هذا ما ستبرهن عليه الأيام وتكشف حقيقة ماتم الإتفاق عليه وما هو منتظر بعد ذلك خاصة وأننا نتحدث عن زيارة لم تحدث سابقة لها منذ أعوام عديدة وأن هناك قضايا عالقة كثيرة على المستوى الوطني بشكل عام أو علاقة بغداد بالإقليم .
واحدة من أهم المشكلات العالقة هي ما عبر عنها رئيس الوزراء السوداني بالحديث عن ( مشاكل موروثة ) فاتحا الباب للقفز على الأطر التقليدية في التعاطي مع القضايا التي عرقلت تفاهمات الإقليم وبغداد كل هذه الفترة الطويلة. مايريد أن يقوله رئيس الوزراء ان أحضان الحكومة مفتوحة لإستقبال من يأتي بحسن نية بحثا عن حلحلة المشكلات والبارزاني أثبت أنه ينوي فعلا تحقيق تقارب كبير ونهائي بخصوص الملفات العالقة .
قانون النفط والغاز ومستحقات الإقليم وتوطين رواتب موظفيه وربما حكومة كركوك المحلية ربما تكون الأهم على جدول أعمال البارزاني الذي جاء الى بغداد بحثا عن حلول نهائية لها .
نعتقد أن الخطوة إيجابية وبناءة ومثمرة وهذا التقارب الذي لم يحدث منذ أعوام يمهد الطريق صوب تفاهمات أعمق نحتاج اليها جميعها فالكثير من المشكلات أصبحت عصية على الحل بسبب تأجيلها أو الخشية من الآخر انه ربما إستاثر بهذه الجزئية أو تلك المفردة ، لكن حين تحضر الثقة تذوب جبال من المصاعب ونقاط الخلاف ويصبح هاجس الوطن الواحد والشعب الواحد هو الحاضر الأول والأخير .