عانت الموصل الحدباء من سلسلة كارثية من التداعيات منذ سيطرة عصابات داعش عليها في عام 2014 وإنتظر الكثير من ملفات مابعد التحرير إنتشالها من طائلة الإهمال والفوضى حتى جاءت حكومة السوداني التي أولت نينوى الحبيبة أهمية كبرى شأنها شأن بقية المحافظات العراقية الأخرى .
جولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في نينوى لا تبدو جزء من حراكه البروتوكولي أو أنشطته التي يؤديها رئيسا للوزراء بل تنبع من شعوره أنه عراقي جدا يستشعر ما يعانيه أهالينا الأحبة في كل رقعة من البلاد وخاصة المناطق التي كان لوقع الغزو الداعشي البربري عليها ثقله وتأثيره الجسيمين .
وضع حجر الأساس لمدينة الغزلاني على أنقاض معسكر الغزلاني المهجور الذي إتخذه داعش الإرهابي مقرا له يحمل أكثر من رسالة إطمئنان وسلام ليس للموصليين فحسب بل لكل عراقي يؤمن أن المحبة والسلام هي البديل المنطقي لنزعة الإجرام التي عاث بها الإرهابيون فسادا وتقتيلا وجريمة في البلاد. وأهل نينوى يستحقون الأفضل والأكثر لهذا جاء إفتتاح مستشفى ربيعة ليعيد توزيع الرؤية القائمة على عراقية الأرض والإنسان بل والوجدان التي تستند الى ضرورة أن ينعم الجميع بثروات العراق وأن يكونوا على قدم المساواة من نواحي العمران والأمن والطمأنينة والمساواة وأن يتنفسوا هواء الحرية والديمقراطية وفقا لسيادة الدولة التي ترعاهم وتنمي فيهم غرس العطاء والإنتماء والطموحات والأحلام .ولا ننسى طبعا أن رئيس الوزراء غرس في كركوك الكثير من الأمنيات الجميلة وبدد الآفاق الشاحبة حين طرح ورقته الإدارية لحسم الإشكالات الكركوكية ودفع سفينة الإدارة فيها وفق الرؤية الوطنية بعيدا عن تجاذبات السياسة .
كل هذا الحراك الحثيث يشي أن الأرض العراقية ومكوناتها لا تدار الا برؤية رجل عراقي جدا يمسك بزمام المسؤولية إنطلاقا من وعيه وإدراكه لأهمية أن نكون معا متحدين في مواجهة كل الإشكالات والتحديات.