عبد الرسول الاسدي
يكاد يكون التقارب مع إسبانيا أكثر من غيره من الدول الأوربية بإعتبار ان الرأي العام الإسباني والقرار السياسي يطابق وجهة النظر العربية والعراقية حيال قضايا مشتركة منها الوضع في غزة والعدوان الصهيوني فضلا عن التقارب في الثقافات مع وريثة الأندلس الإسلامية .زيارة رئيس الوزراء السوداني الى مدريد لها مداليل مهمة وتحمل في طياتها الكثير من التفصيلات عنوانها الأبرز هو التعاون في قطاعات شتى وفتح الباب واسعا أمام تقارب أكبر في ميادين مختلفة أشار لها رئيس الوزراء وكشفت عنها زيارته الموسعة التي التقى خلالها شخصيات رفيعة في مقدمتها الملك الإسباني .الشراكة الشاملة التي أعلنها رئيس الوزراء خلال لقاءه مع نظيره الإسباني سانشيز والتي رافقها توقيع 7 مذكرات تفاهم بين البلدين في قطاعات مختلفة تهيء الأرضية لمزيد من التقارب والتفاهم والتعاون وصولا الى شراكات يعتقد المراقبون أنها واعدة ومتينة مع دولة اوربية لها ثقلها الإقتصادي والصناعي وخبرتها في المجالات المختلفة بل وسعي شركاتها للعمل في العراق.لايمكن اختزال الزيارة ببعدها السياسي الواضح والذي يترجم دعما إسبانيا كبيرا للعراق وتأييدا وتضامنا مع مواقفه المختلفة بل وايضا الهاجس الإقتصادي المشترك لبناء علاقة ستراتيجية ينظر لها على أنها متينة وكبيرة وتفتح الباب واسعا أمام نهضة حقيقية في قطاعات وطنية مهمة .ولعل اللقاء الذي تم مع الشركات المختصة في المجال الأمني والعسكري يهيء الطريق لتطوير العراق لمنظوماته الأمنية والقتالية فضلا عن رفد الصناعة العسكرية العراقية بالمزيد من الخبرات ومقومات النهضة . حملت الزيارة في طياتها الكثير من نقاط القوة التي يمثلها العراق بإعتباره بوابة استثمارية واعدة تجتذب الشركاء المضمونين ومنهم إسبانيا وتمثل ركيزة لإنفتاح أشمل على العالم والإستفادة من خبراته في المجالات المختلفة وبما يعزز من رصيد البلاد وقدرتها على إحراز التقدم في كافة القطاعات.
السوداني في مدريد … شراكة ستراتيجية
