عبد الرسول الاسدي
في هذه الأيام المباركة نستذكر منهجا فريدا في الصبر والإيثار والتضحية من أجل المبادئ السماوية السمحاء ممثلة بكاظم الغيض الإمام موسى بن جعفر عليه السلام الذي سار على منهاج جدّه رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله)‌ وآبائه المعصومين عليهم السلام في الإهتمام بشؤون الرسالة الإلهية وصيانتها من الضياع والتحريف، والجدّ في صيانة الأمة من الإنهيار والإضمحلال ومقارعة الظالمين وتأييد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر للصدّ من تمادي الحكام في الظلم والإستبداد.
باب الحوائج هو أسد بغداد وحارسها الأمين الذي كانت مدرسته العلمية الزاخرة بالعلماء وطلاّب المعرفة تشكّل تحدّياً إسلامياً حضاريّاً وتقف أمام تراث كل الحضارات الوافدة وتربي الفطاحل من العلماء والمجتهدين وتبلور المنهج المعرفي للعلوم الإسلامية والإنسانية معاً.
كما كانت نشاطاته التربوية والتنظيمية تكشف عن عنايته الفائقة بمستقبل الأمة الإسلامية الزاهر والزاخر بالطليعة الواعية التي حفظت لنا تراث ذلك العصر الذهبي العامر بمعارف أهل البيت(عليهم‌ السلام) وعلوم مدرستهم التي فاقت كل المدارس العلمية في ذلك العصر وأخذت تزهر وتزدهر يوماً بعد يوم حتى عصرنا هذا.
لم يستسلم الإمام عليه السلام لشتى ألوان الضغوط والتنكيل بل كان متمسكا بالعبادة والطاعة لله سبحانه والصبر على ألوان العذاب لينال لقب راهب آل هاشم الذي كظم غيضه فزاده الله سبحانه رفعة وعلوا .
كلنا في أمس الحاجة اليوم الى أن نزداد تماسكا وصبرا وإيثارا ونبتعد عن نفحات الأنا ونقترب من المعاني السامية التي تمسك بها إمامنا المدافع عن الحرية والثبات على الراي والمنهج والمناوئ لكل أشكال الطغيان والاستبداد والرافع لواء الحق والفضيلة والثابت في مضمار المطاولة وميدان المنازلة.
فالسلام عليك يا سيدي ومولاي وعهدا ووعدا إنا على دربك سائرون وعلى نهجك من المتمسكين ورحمة الله وبركاته.