عبد الرسول الاسدي
في ملتقى جمعني ببعض الأخوة من رواد الفكر في البلاد وحضره بعض المشتغلين في السياسة لإستعراض أوجه التشابه بين سيناريو ما يحدث في سوريا وبين الوضع في العراق وهل تتشابه الحالتين ؟الجلسة الحوارية لم تكن عفوية بل أبرزتها الحاجة الملحة لأن نكون في وسط الميدان نفكر ونخطط للكيفية التي نتقي بها شرور الإرهاب وندفع عن الوطن آفات الإنزلاق صوب إنهيار مشابه لما حدث في بعض المحافظات في عام 2014 وهو سيناريو لا تطيقه الذاكرة ولا يمكن للزمن أن يكرره . المحصلة التي خرجنا بها ووجدت من المفيد أن أستعرض هنا خلاصتها أن الخوف مشروع والإحتياط واجب لكن التشابه بين الوضع في سوريا والعراق بعيد كل البعد لأسباب مختلفة ومتعددة لعل في مقدمتها الحصن الديمقراطي . فالديمقراطية هي السور الواقي والحصن المنيع للوطن الذي يمنع ويدفع عنه شرور الإرهاب واجندات إسقاط الأنظمة تحت دواعي التحرير وشعاراته . فالعراق بلد ديمقراطي فيدرالي ومجلس النواب يمثل الشعب عبر صناديق الإقتراع وبالتالي فان كل عراقي ممثل في الدولة العراقية وهو شريك في الحقوق والواجبات .نحن لسنا دولة دكتاتورية يحكمنا حاكم مستبد أو زعيم متطرف بل نعيش في تجربة ديمقراطية هي الأرقى في عموم الشرق الأوسط بدليل ما ننشره الآن وما يدلي به الجميع من آراء في عموم مواقع التواصل الإجتماعي والمنصات الإعلامية وعلى صفحات المواقع الألكترونية وفي الصحف وشاشات الفضائيات ويمكنك أن تستمع الى إنتقاد لاعلى هرم السلطة التنفيذية دون أن تخشى كتابة تقرير .ليس لدينا معتقلي رأي أو سجناء سياسيين بل على العكس نعاني من ديمقراطية مفرطة تصل بنا في بعض الأحيان للمطالبة بتقنينها وترشيقها وهو أمر يعكس حجم الحرية المتاحة علاوة على ذلك فان التداول السلمي للسلطة هوية التجربة الحاضرة لنظام سياسي ولد على أنقاض تجربة دكتاتورية إجرامية مرة .في العراق هناك جيش وطني عقائدي وحشد شعبي أثبت دوره في الميدان وجهاز مكافحة إرهاب إعتلى صهوة مقارعة فلول المجرمين فإنتصر وصار مضربا للأمثال ناهيك عن الشرطة الإتحادية والبيشمركة وكل التشكيلات الأمنية التي يمثل كل واحد منها جيشا بأكمله .في العراق مرجعية دينية واعية وعاقلة وحكيمة تضبط إيقاع المشهد ويتبع الناس إرشاداتها ونصائحها ولطالما كانت الموجه والقائد والموجه لدفة الوطن .نحن نتشابه مع سوريا في أننا شعبين شقيقين تربطنا علاقات التاريخ وضرورات الجغرافية ومصيرنا واحد لكن التجربة مختلفة تماما وأي حديث عن مخاوف مبالغ فيها غير واقعي ويفتقر الى الإدراك لمكامن القوة في وطن من حديد غادرت فيه النعرات الطائفية بلا رجعة وصار الجميع يستشعر خطر الأجنبي صاحب الأجندات .لا مكان للتغيير في العراق إلا بصناديق الإقتراع ولا محل للفوضى ولا موقع للإرهاب لأن الكل واحد في عراق واحد .