بقلم /حيدر الأنصاري
قلوب يعتصرها الألم مع إحساس مرهق و مزاج متقلب وحسرة يقرأها المتابع من خلال العيون لشعبنا العراقي اجمع لوحة جسدتها واقعية مشاركتنا الأخيرة في بطولة الخليج و هذا ما كشفته بطولة خليجي ٢٦ المقامة في الكويت حاليا بعد الانحدار الخطير و المرير لمنتخبنا الوطني العراقي الذي خرج من الباب الضيق هذه المرة دون أي ايجابية تذكر او تسجل لتخفف واقع الغصة والمرارة التي تذوقها العراقيين بعد الهزيمة المستحقة أمام المنتخب السعودي لتسجل من خلالها الكرة العراقية رقما جديدا وإخفاقاً غير مسبوق عبر كل مشاركاتها في البطولة تاريخيا حيث إنها المرة الأولى التي يخرج فيها المنتخب العراقي بهذه الطريقة المذلة والمعيبة بعد ان تذيل فرق مجموعته وجاء خلف البحرين والسعودية والمنتخب اليمني الذي سجل فوزه التاريخي الأول في البطولة بعد سنوات عجاف طويلة .
سلبيات جمة حملتها مشاركتنا الاسوء وقد لا تكفي كل الكلمات لحصرها وكان للجميع دور فيما كان وهم شركاء في هذا الإخفاق المخيب لآمال وطموحات جماهيرنا الرياضية وشعبنا العراقي بداية من الاتحاد العراقي لكرة القدم والكادر الفني بقيادة الإسباني كاساس واللاعبين وحتى الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي . ان الخروج بهذا الشكل وبتلك الصورة الموجعة سيكون له تبعات كبيرة وسيؤثر حتما على المستوى العام للكرة العراقية وهي تخوض غمار تصفيات كأس العالم وتنتظر المنتخب أربع مباريات غاية في الأهمية حيث تحدد نتائج تلك المباريات طريق الوصول إلى مونديال 2026 . وهو ما يحتم على المعنيين بالشأن الكروي العراقي إيجاد حلول سريعة وناجعة من أجل انتشال المنتخب والعودة به الى الواجهة من جديد وهذا بحد ذاته يتطلب جهد كبير قبل فوات الآوان حيث لم يتبقى سوى اقل من ثلاثة أشهر قبل استئناف التصفيات المونديالية والتي هي الأهم والأكثر حيوية بين الاستحقاقات الأخرى . ان ما تقدم يضع الجهات المختصة عن الشأن الكروي أمام مسؤولية حقيقية أو القيام بثورة تغيير سواء في الكادر الفني الذي ومنذ ثلاث سنوات لم يجد الإستقرار الفني المطلوب ولم تظهر تلك اللمحة الفنية للمدرب على المستطيل الأخضر حتى بات المنتخب يلعب بدون هوية مدروسة أو اللاعبين الذي كان عدد كبير منهم لا يستحق التواجد في التشكيلة الوطنية نتيجة تواضع مستوياتهم الفنية ولا يمكن لأي منهم إعطاء الإضافة المطلوبة وان اغلبهم باتت أعمارهم لا تتناسب مع إمكانية تواجدهم في التشكيل الوطني للمنتخب الذي كان دائما واحدا من كبار القارة الصفراء ومثالا يحتذى به في تقديم المتعة الكروية والتي افتقدناها منذ سنوات قليلة مضت . ان الخوض في كل التفاصيل وحقائق الأمور ربما لا يجدي نفعا إلا إن العبث بذلك
الكيان المعشوق من قبل العراقيين بكل أطيافهم ومكوناتهم متمثلا بمنتخبهم الكروي يعتبر مساسا بوطنيتهم وانتمائهم لهذا الوطن الحبيب. ان تلك الإنتكاسة وذلك الخذلان لا بد ان يكون درسا بليغا يستطيع من خلاله منتخبنا من النهوض بشكل أقوى وان يكون ذلك السقوط كبوة جواد أصيل وسيعود كبير آسيا قريبا ليسمع زئير أسوده كل من شكك بقدرات العراق والعراقيين .