عباس مالية
لم تبلغ سياستنا بعدُ مستوى السياسة الواعية ، فشعورنا بان ثقافتنا ليست بخير غير كافية لنبلغ مستوى الوعي الذي نسعى اليه ، فهل ينبغي علينا هنا ان نسعى الى المطابقة بين الثقافة والتربية ، ام يجب علينا ان نؤمن بان التربية طريق لتحسين الثقافة اي ( ثقافة المجتمع) ، مع ملاحظة باننا لا يمكن ان نعتمد على الثقافة بشكل كلي لان الثقافة لا يمكن ان تمتاز بوعي كامل وذلك لان الثقافة اساس اللاوعي ، فالتربية في الاساس هي عملية تنشئة الصغار وعملية تلقين للمعلومات وصولا الى تنمية الشخصية ، فالتربية بالدرجة الاساس عملية سعي حثيث لوضع معايير وقيم معينة في نفوس المستهدفين ومن ضمن اهداف التربية ايضا تمكين المتلقي من كسب معيشته وتهيئته كمواطن وقبل هذا لابد من خلق وايجاد طرق الرغبة بالتربية والتعليم عند المتعلمين ، ولكننا اليوم نواجه ازمة حقيقية في التربية والثقافة لاننا لم نتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والتطور التكنلوجي كما ينبغي فقد اثر التطور فينا وفي مجتمعنا لدرجة اننا اصبحنا على حافية الهاوية اذ اننا نكاد نفقد معظم قيمنا وتقاليدنا ومن المخاطر الاخرى التي ينبغي علينا مواجهتها بجدية وتجنبها عدم الوصول الى مستوى الانهيار الثقافي فالثقافة الحقيقية ليست ثقافة الطبقات او الصفوة يجب ان نسعى بجدية لخلق ثقافة مجتمعية تغطي الكل وان نجعل الكل يتذوق ويشعر بالجانب الاكثر وعيا في الثقافة سعيا لخلق ثقافة مجتمعية تميزنا عن غيرنا وتُظهر قيمنا وتقاليدنا وذلك برسم معالم حقيقية لهوية ثقافية خاصة بنا فالتاريخ يحكم على الشعوب بما اضافته الى الثقافات الاخرى ولا قيمة لأي ثقافة لا تخلق مجتمعا واعيا محافظا على قيمه وتقاليده في مواجهة أفات العصر .