بقلم ــ رئيس التحرير
اليوم هو اليوم العالمي للعمل البرلماني الذي اعتمدته الامم المتحدة رسميا كمناسبة للاحتفاء بعمل البرلمانات حول العالم لتعزيز الديمقراطية وبيان اهميتها في حياة المجتمعات والشعوب .
ولأن البرلمان العراقي هو نتيجة للنهج الديمقراطي والتغيير الذي شهدته البلاد بعد 2003 فان هذا اليوم يمثل فرصة مهمة للاشارة الى ضرورة ان يلبي البرلمان الغرض والغاية التي أوجد من أجلها متمثلة بالسعي الى تفعيل الدورين الرقابي والتشريعي الذان يمثلان عصب الحياة النيابية وحجر الزاوية الاهم فيها .
فبلا مراقبة ومحاسبة لا يمكن لمسيرة الديمقراطية ان تسير في الاتجاه الصحيح وبدون تمرير القوانين بيسر وسهولة سيبقى الاتجاه الى الامام متعثرا وقد نستشعر بغياب العديد من الفرص وتبديدها .
العراقيون اليوم يتطلعون الى برلمان نشط قادر على تمرير القوانين التي يحتاج اليها الشارع العراقي بيسر وسهولة ودون ان تمر في مستنقع التعقيدات السياسية والمواقف الحزبية التي قد تعرقل منجزات مهمة على رصيف اهل السياسة.
في المقابل فان الجانب الرقابي لا يبدو انه اقل اهمية ان لم يكن يفوق الهدف الاول لان الرقابة تعني الاشراف على سبل تطبيق ما يتم الاتفاق عليه من ناحية الاليات والسياقات والوقت والحفاظ على المال العام واحقاق الحقوق وتقديمها الى الناس بكل عدالة .
في اليوم العالمي للبرلمان يحق لنا ان نتحدث بفخر عن قدرة العراقيين على انتاج برلمان قادر وواعي وبحجم المسؤولية رغم كل التحديات الجسام التي فرضتها الظروف المحيطة بالبلد،لكن استطعنا تمرير العشرات وربما المئات من القوانين المهمة اضافة الى التعديلات التي احدثت على القوانين السابقة .
متفائلون ان كل يوم يمر من عمر التجربة النيابية كفيل باحداث المزيد من التقارب مع السلطة التنفيذية واحداث الاثر المهم في الشارع وعلى كافة الصعد ومتفائلون لان التجربة النيابية العراقية هي الاكثر نضجا في المنطقة والتي تستحق الاشارة لها بالبنان ومتفائلون بقدرة الشارع على اختيار ممثليه في الانتخابات المقبلة ل مسؤولية ووعي وانسجام .