عبدالرسول الاسدي
تتسابق الدول لاظهار اهتمامها بالجانب الروحي والفني الذي يعكس الذائقة الرفيعة ويرتقي بالمستوى الذي بلغته حكوماتها في التعاطي مع الارث الثقافي والجمالي والروحي المحلي.
في العراق الوضع قد يبدو ضاغطا اكثر بل ويحتم تحريك المياه الراكدة منذ قرابة 11 عاما حين بدات تتناهى الى اسماعنا الموافقات على اقامة دار اوبرا تليق بسمعة العراق وارثه الثقافي واثره الحضاري عالميا وليس اقليميا او محليا. لكن كل ما سمعناه ضاع في مهب النسيان او تم تاجيله بسبب العدوان الداعشي ومااعقبه من تحديات كوفيد والازمات الاقتصادية المتلاحقة .
او فلنكن واقعيين اكثر لان الامن والاقتصاد وتشغيل العاطلين هي انشغالات تتصدر جدول اهتمامات المسؤولين الحكوميين على حساب الثقافة والفن ، وقطعا ان في هذا التسلسل وجهة نظر محترمة لكنها لايمكن ان تلغي اقامة دار اوبرا محترمة نتفاخر بها .
فاذا عددنا الملاعب والمنشات الرياضية او المشاريع الترفيهية المقامة في نفس الفترة ومبالغها المالية والاهتمام بها يظهر بوضوح ان المنشات الثقافية تحتاج الى مزيد من الاهتمام والدعم الحكومي الواضح وهو ما بتنا نتلمسه من الحكومة الحالية التي بدات تعدد اهتماماتها بشكل مغاير عن الحكومات السابقة محرزة نجاحات واستحسان الشرائح الثقافية والفنية .
الاشارات الواردة من وزارة الثقافة تقول ان ثمة تحرك حثيث للشروع بانجاز مشروع دار الاوبرا وهو ما يدعو للتفاؤل رغم عدم وجود سقوف زمنية ولو تخمينية للموضوع ورغم ان الارض اصلا مرصودة وجاهزة وكل ما يلزم هو المباشرة بالعمل وهو ما نحن واثقون من ان رئيس الوزراء ووزير الثقافة لن يدخرا وسعا في اتمامه.
فبغداد التي تحتضن تظاهرات وفعاليات ثقافية مهمة ويشار لها بالبنان في سباق الثقافة والفن العربيان هي محطة انظار العالم وقبلته التي اتحفت الدنيا بتتابع انساق ابداع اهلها واطربت ذائقتهم بموسيقى روحها الجميلة، ولهذا تستحق تحديث مؤسساتها الثقافية ومعالمها العمرانية بما يتناسب مع موقعها ومكانتها وما يطمح له عاشقو ابداعها.