عبد الرسول الاسدي
تبرز الى الواجهة مهام وتحديات كثيرة تتعلق بوسائل الاعلام وادوارها في صناعة الوعي المجتمعي في ظل التحديات الحديثة التي صنعتها العولمة والرقمنة وباتت منافسا كبيرا لتلك الوسائل الاعلامية.
فثمة جدلية كبرى تدور في العالم أجمع حول الدور المعروف لوسائل الإعلام في ظل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي اعتقد البعض أنها أخذت جانبا كبيرا من دور وسائل الإعلام المتخصصة بنقل الأخبار وصناعة الوعي لكن في المقابل وبالرغم من الانبهار بوسائل التواصل الاجتماعي خلال العقد الماضي من الزمن ورغم قدرتها في إيصال المعلومة أسرع من غيرها، بالنظر إلى أن نسبة كبيرة من سكان العالم يسهمون في تغذيتها بالأخبار والمعلومات، فإن العالم بدأ يعي الآن أن التغذية التي تحصل لوسائل التواصل الاجتماعي لا تقتصر فقط على الحقيقة بل قد يكون نقيضا لها .
فوسائل التواصل مليئة بالأوهام والتضليل والخداع والضجيج المصطنع ناهيك عن غياب أي قواعد مهنية في الكثير مما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، والانشغال بهذه الزوابع هو إهدار للوقت وتشتيت لمسار البناء الحقيقي القائم على الحقائق الواضحة، بل وفقدان الكثير من الثقة بالنفس وبالمسار الصحيح.
وإن كان من فائدة تعود على الصحف ووسائل الإعلام من تجربة وسائل التواصل الاجتماعي فهي تطوير أدواتها لتتناسب مع متطلبات المرحلة، وكيفية الوصول للجميع في سياق بناء الوعي وإيصال المعرفة، مع الحفاظ على المهنية التي يفترض أن تكون أحد أهم مبادئ ووسائل الإعلام.
كان ولا يزال للاعلام الدور الامثل والرصين والاوضح في احراز الانتصار في معركة صناعة الوعي وبالاخص الاعلام الرسالي صاحب المسؤولية وحامل راية المهنية والحريص على ان يكون في طليعة الحدث مراقبا للحقيقة ومدافعا عن ثوابت المجتمع.
الوعي الايجابي البناء لا يمكن ان يصنع الا حين تصطف افكارنا في اتجاه واحد يهدف الى الارتقاء ويبتعد عن التبعيض وينبع من الذات ويتصاعد مضطردا في نسق التجربة ومن اجل كينونتنا.