عبد الرسول الاسدي
صديقي الذي يقيم في أمريكا قال لي بالحرف الواحد أن الشعب الامريكي هنا لا يعرف ماذا يحصل في غزة وإذا عرف يتخيل أنها مجرد مواجهة عسكرية عادية وأغلب التغطيات تكون منحازة لإسرائيل !
صور مفزعة ينقلها الإعلام المهني الموضوعي والمستقل عما يدور في غزة من مجازر يندى لها جبين الإنسانية وتستحق الوقوف طويلا ليس لمجرد التنديد بل لكبح جماح المزيد من توحش المجرمين الصهاينة.
الإعلام المحايد المستقل ينقل الوقائع كما هي بل يقوم بنقل تقارير موسعة عن الماسي الإنسانية وما يحدث من تبعات مروعة للحصار وقطع الإمدادات عن مليوني إنسان بل وعن قصف المستشفيات لقتل الجرحى والمرضى .
لكن في المقابل هناك إعلام صامت وربما متحيز وهو مدان كثيرا لأننا لو راجعنا القوانين الدولية لحقوق الإنسان نجد أن حرية الإعلام تأتي في ضرورات الرصد والمتابعة ونقل الحقائق دون تزييف .
فالمادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، تناولت، حرية الرأي والتعبير أيضا بعبارة واضحة تقول ( ان لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما إعتبار للحدود) بينما نجد أن هناك حريات للتعبير يجب حظرها ومنها مثلا ماورد في المادة 20 من العهد المذكور وكذلك الإتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري 1965. ولا تمييز عنصري أكثر مما يحصل من عمليات إبادة بحق الشعب الأعزل في غزة المحاصرة التي تنزف أمام أنظار العالم بلا موقف يذكر .
وهنا بدوري أقدم شكري وإعتزازي للإعلام المنصف والتغطيات الحية التي تجريها على مدار الساعة وبشكل لحظوي قناتي الجزيرة والميادين اللتين كانتا العين الصادقة لنقل الفاجعة.مثلما الإعلام العراقي المنصف الذي كان له موقف يتماهى مع حجم الماساة وينقل التفاصيل المأساوية مثلما تحصل .
الموقف العراقي الذي يستحق الإشادة ينطلق من المرجعية الى أعلى هرم في الدولة الى كل الفعاليات الشعبية والجماهيرية والوطنية والإعلامية التي إستحقت إشادتنا بها جميعا لأن الواقفين على التل في القضايا المصيرية مشاركون في الجريمة.