– «حكاياتهــــم» فيــــه جنبــــة إنسانيــة كبيـــرة و يعالـــج ظاهـــرة إجتماعيـــة خطيـــرة
– أهــــــرب مــــن تقديــــــم البرامــــــج السياسيــــــة برغــــــم شهرتهـــــــــــا السريعــــــــة
– متعافــــــــــــــــوا المخـــــــــــدرات هـــــــــم ضحايـــــــــا المجتمــــع الذي لا يــــــــرحـــــــــــم
– النقــــــد حالــــــــــة إيجابيــــــــــــــــة و يعــــــــــــد أحد أساليــــــــــــب نجاح عمــــــــــــلي
حاوره- هاشم البدري
تعد مواقع التواصل الإجتماعي نعمة لمن يتعامل معها بإيجابية، و واحدة من إيجابيات هذه المواقع تعرفي مصادفة إلى الإعلامي الزميل المبدع عصام كشيش، اذ تكلمنا عن مسيرته المهنية شاعرا غنائيا متألقا قبل أن يقتحم ميدان الإعلام طارقا ابواب الشهرة والنجاح عبر اكثر من برنامج ومنصة.
حاورته كالعادة و بلا قيود، تاركا الأبواب مشرعة أمامه في حرية الإجابة عن كل اسئلتي عبر هذه الواحة لمسيرته المهنية الطويلة ليحلق طائرا مغردا في سماء صفحاتنا، رادا عنها جميعا بصراحة و شفافية متناهيتين، لنخرج بحصيلة جيدة و جميلة اغنت جميع تساؤلاتنا بشأن رحلته الثرة لأضعها بين ايديكم.
# في البداية نرحب بحضرتك، و اهلا بجنابك الكريم..؟
– اهلا وسهلا وحياك الله ..شكرا مقدما لهذه الحوارية.
# ماذا تقول البطاقة الشخصية للزميل عصام كشيش، و ما الحالة الإجتماعية..؟
– عصام كشيش كاظم ، كاتب واعلامي، متزوج.
# عندما قرأت عنك وجدتك شاعرا غنائيا مبدعا، لم هذا التحول صوب الإعلام و بالتالي التقرب من الشاشة، هل لأنها الأسرع للشهرة ام ماذا ..؟
-لم ولن أبحث عن الشهرة في يوم ما لكن كتبت الأغنية في التسعينيات ثم حصلت تحولات فكرية فحاولت جاهدا ان لا اطرق باب النص الغنائي رغم انه يطرق بابي دائما ،بالواقع لا احسب نفسي شاعرا ولم اصرح بذلك رغم انني كتبت الكثير من الاغاني وصدر لي ديوانيين شعريين ، اعتقد جازما ان لا تزاحم بين الشعر والاعلام ولكني أحب الإعلام ولم ارغب في تشتيت جهودي و رغبتي ،نعم ما زلت اكتب الشعر واستمتع بسماعه رغم زحمة العمل الإعلامي الا أنني اجد في الشعر محطة إستراحة و واحة مريحة من ضغوطات الحياة.
# البدايات صعبة و صعبة جدا، كيف واجهت تلك الصعوبات في مجال عملك..؟
– نعم خاصة في المجال الاعلامي بعد عام 2003 وظهور كم كبير من الاعلاميين ومن دعاة الإعلام ووجود شبكة علاقات ومحسوبيات في هذا الوسط للأسف الا أنني بقيت مصراً على تحقيق هدفي وحاولت العمل في اكثر من محطة اذاعية وتلفازية والكتابة في الصحف والمجلات.
اعتقد أنني اتمتع بارادة قوية تجعلني أصبر من اجل تحقيق هدفي.
# كإعلامي، أين تجد نفسك، و كيف تنظر إلى الإعلام في الوقت الحالي..؟
– الانسان يتعلم دائما لذلك أجد نفسي تلميذا صغيرا في مجال الإعلام ، نعم احاول جاهدا ان اترك اثرا واوثق في المجالات التي تفتقر إلى التوثيق واقتحم المناطق المسكوت عنها فهذه مهمة المثقف ان كان ينطبق هذا الوصف علي.
الإعلام العراقي سواء المقروء منه أو السمعي والبصري متأخرا قليلا لاسباب كثيرة اهمها الارهاب المجتمعي والجماعات المؤدلجة ضمن عقيدة معينة وتزداد الصعوبات في حال كانت هذه الجماعات تمتلك المال والسلاح.
# قدمت الكثير من البرامج الإذاعية والتلفازية من الأقرب لك، و لماذا..؟
– شخصيا أميل إلى البرامج الفنية والثقافية والاجتماعية واهرب من البرامج السياسية رغم شهرتها السريعة.
ثلاث برامج احبها الأول برنامج زمان يا زمان على منصة المدينة في السوشيل ميديا وبرنامج مرة ومرة على قناة العراقية وكلاهما يوثقان للسيرة الغنائية العراقية من شعراء اغنية وملحنين ومطربين ، اما البرنامج الثالث فهو برنامج حكاياتهم لان فيه جنبة انسانية كبيرة ويعالج مشكلة وظاهرة اجتماعية خطيرة وهي آفة المخدرات.
# دخولك لعالم الإعلام، هل اخذك من الشعر ام لا، و هل انت في تواصل مع كتابته، و ما جديدك..؟
– نعم اخذني من الشعر وبرغبتي لكن ليس كليا فما زلت بين الحين والآخر اكتب بعض النصوص اما الجديد فقصيدة هنا واخرى هناك يا صديقي.
# «حكاياتهم» ثر و غزير بما فيه من رسائل إنسانية و إجتماعية كبيرتين، سيما أنك تتعامل مع شريحة مهمة و خطيرة، من اقترح فكرته، و كيف بدأتم الشروع به ليرى النور، و هي خطوة بصراحة تحسب لك و للفضائية العراقية في هذا المجال؟
– الخطوة بدأت مني طبعا قبل شهر رمضان الماضي كنا مطالبين بتقديم برنامج رمضاني مختلف عن البرنامج الرئيس لذلك جاهدت ان اجيء بفكرة مختلفة تجذب الناس وتسلط الضوء على منطقة مظلمة وخطيرة وعندما طرحت الفكرة على مدير قناة العراقية الاستاذ نوفل عبد دهش دعمها بقوة وتنبأ لها بالنجاح لكن المشكلة الاكبر كانت في قبول الضيوف ان يظهروا للشاشة للحديث عن تجربتهم المرة ومرحلة التعافي وهذا طبعا في اولى الحلقات.
# مدى تأثرك بضيوفك في البرنامج، و من اثر بك منهم، ولماذا..؟
– شخصيا اتأثر بكل القصص الانسانية الموجعة حتى في غير مجال الادمان والمخدرات ، لا أؤمن كثيرا بالابراج ولكن لي بعض الاعتقاد بها ويقولون ان برج الحوت هو برج عاطفي جدا .
النساء طبعا وقصصهن هي الأكثر وجعا وصعوبة وتأثرا.
# ماذا أضافت تجربة حكاياتهم للزميل عصام كشيش على الصعيد الشخصي و المهني..؟
– اضافت الكثير خاصة وأن البرنامج حقق نجاحا اعلاميا وشعبيا لذلك تلقيت الكثير من الاشادات والملاحظات التي اغنتني وفتحت لي ابواب انسانية أيضا.
# كيف تنتظر لردود أفعال الشارع العراقي تجاه البرنامج، لا سيما المشاهدين و المتابعين..؟
– الردود عظيمة واينما اذهب اسمع الدعوات لي ولوالدي ولعائلتي والحث على الاستمرار بمعالجة هذه الظاهرة عن طريق الإعلام ، الشهرة جاءت متأخرة رغم عدم سعيي إليها وهذه كلها من توفيقات الله.
# هل يتخوف أو يخشى ضيوف «حكاياتهم» من الظهور أمام الشاشة لسرد تجربتهم ام لديهم الشجاعة في ذلك، و هل رفض البعض مثل هذا الظهور..؟
– في البداية نعم لكن بعد عرض اول عشر حلقات بات الضيوف يتسابقون للظهور بل وصل بالبعض ان يتوسط ويتوسل من اجل نقل تجربته وما زلت إلى الان اتلقى عشرات الدعوات يوميا من رجال ونساء للظهور في برنامج حكاياتهم، أصبح البرنامج تبرئة للمتعافي امام اهله ومحيطه ومجتمعه لذلك يسعى لتبييض صفحته وصورته أمام الناس بعد قرار التعافي ، نعم البعض يرفض لظرفه الاجتماعي الديني والعشاىري وأنا شخصيا احترم رغبات الجميع.
# هل تعرضت لمشاكل مع المتعافين، و ما أصعب موقف واجهته في البرنامج..؟
– المتعافين اناس مسالمين إلى بعد حد ، هم بالنهاية ضحايا الفضول والمجتمع الذي لا يرحم لذلك لم تحصل لي مشكلة معهم باستثناء اعتراضين أو ثلاث من ذويهم بعدما ظهروا على الشاشة خوفا من نظرة المجتمع لذلك اعمد دائما إلى اخذ موافقة العائلة قبل التصوير .
# في حكاياتهم، الم تفكر يوما ما أن تحاور جنوده المجهولين من الأطباء و العاملين مع المتعافين لتسليط الضوء على الصعوبات التي واجهوها في إعادة تأهيل مرضاهم اولا، ومن باب الإنصاف والإشادة بجهودهم الكبيرة لإعادة هذه الشريحة إلى الواجهة من جديد و بالتالي الإندماج بالمجتمع لممارسة حياتهم الطبيعية ثانيا..؟
– في اول ثلاثين حلقة كنت اشرك الأطباء والمحللين والباحثين الاجتماعيين والقانونيين بوقت قصير للحديث عن صعوباتهم وملاحظاتهم ومواقفهم مع المتعافين
# قريبا عن حكاياتهم.. هل بإمكان الإعلام العراقي أن يغير واقع البلد إسوة بالإعلام العربي و غيره ولنا شواهد كثيرة في ذلك..؟
– اتمنى ذلك رغم انني غير متفائل بهذا الجانب
# ما بين «حدائق الورد» و «ما احبك» و مرورا بالهروب من الله» و انتهاء بحكاياتهم، أين يقف عصام كشيش من كل ذلك..؟
– الكتاب مثل الابن فكل الأبناء اعزاء والقرب منهم جزء من ذاتي لذلك أحب جميع نتاجي الماضي والقادم الذي اعمل عليه الان في هذه الفترة ويبقى الجانب الانساني هو الطاغي على كل السلوكيات والنتاجات الفكرية والاعلامية
# كيف تتعامل مع النقد إن كان في السلب أو الإيجاب، و ما اشد ما وجه لك في ذلك دون ذكر اصحابه..؟
– تعلمنا من المهنة ان نتلقى النقد برحابة صدر فهو لفائدة العمل واحد اساليب النجاح ،فمثلما نوجه النقد بالاعلام للآخر علينا ان نتقبله بكل امتنان ،نعم البعض وجه نقدا في قضية ظهور وجه المتعافين وهي نقطة مهمة عمل عليها البرنامج من اجل ايصال رسائل تشجيعية للمدمن الذي لم يقرر الشفاء بعد فالحديث من مدمن متعافي بوجهه اوقع اثرا في نفس المدمن من شخص يختبأ خلف الشاشة،
# لأني حديث المعرفة بجنابك، سؤال تود أن اساله لك لم اسألك اياه..؟
– كل اسئلتك كانت مدهشة وعملية ومهنية وتقرببا غطيت كل الجوانب ..
# كلمة اخيرة، لمن توجهها..؟
– شكرا جدا لك على هذا الحوار
شكرا لكل الذين يحاولون ان يدعموا فكرة انقاذ المدمنين
شكرا لقراء صحيفتكم المحترمين.