عبد الرسول الاسدي
قال نابليون بونابرات ذات يوم أن الأم التي تهز سرير الطفل بيمينها بإمكانها أن تهز العالم بيسارها ، وفعلا صدق فيما قال فتلك الأمهات اللواتي يربين أطفالهن على الشجاعة والمروءة وحب الحق والدفاع عنه فاضلات وعظيمات يصنعن المجتمع القريب الى المثالية ويسهمن فيه بكل فخر .
بالأمس إرتحلت الى رحمة الله تعالى والدة السيد حسن نصر الله العلوية الفاضلة التي أنجبت هذا القائد الشجاع المتواضع في نهجه الثابت في نصرة الحق والدفاع عن المظلومين بل قائد أقوى الجبهات المناوئة للإحتلال الغاصب في فلسطين المحتلة الذي إستطاع أن يخلق أسطورة الإنتصار من اللاشيء.
هذا الرجل الذي تخرج من مدرسة تلك الأم الرائعة كان يعكس تربيتها وخلقها الكريم وعظيم المبادئ التي غرستها في نفسه الأبية حتى باع كل الدنيا من أجل الدفاع عن وطنه وإعلاء راية أمته ومواصلة الكفاح من أجل قضيته الأولى والأخيرة التي لم يتنازل عنها أو يبيعها رغم الكم الكبير من التضحيات والمخاطر والتقييد لحريته والإستهداف لعائلته.
ما أحوجنا في خضم مايواجهنا اليوم من تحديات جسام لأن نربي أبنائنا على إحترام الآخر والسعي لهدف جميل يرون فيه الحياة أجمل بالمثابرة والصبر والكفاح المستمر. فلا معنى أبدا لأن تكون مسيرة أبنائنا متعثرة أو مرتبكة في ظل ما نسمع عنه من إحباطات بسبب الإمتحان ، يفقد فيها بعض الأبناء الأعزاء حياتهم أو يصابون بنوبات هلع أو قلق نفسي شديد !!
لماذا لا نغرس في نفوسهم تلك القوة والمنعة التي تجعلهم يسعون للنجاح ويتحملون الإخفاق والفشل إن وقع بروح رياضية عالية تدفعهم نحو التعويض والإفادة من الأخطاء وفق معيار المفاضلة بين ما هو كائن وما يجب أن يكون .
الأبناء أمانة في رقابنا جميعا وهم ليسوا مسؤولية الأم فقط خاصة حين تكون جداولها اليومية منشغلة بتربية عدد من الأطفال الصغار أو العناية بالمنزل أو غيرها من المشاغل التي تتضاعف حين تكون الأم موظفة مثلا .
التكاتف بين الأبوين في رعاية الأسرة ضمانة لنشأة جيل قوي صامد قادر على إجتياز مراحل الحياة الصعبة وليس الإنكسار عند أول تجربة صعبة أو الإستلام لمجرد إن الظروف ليست مهيأة.