حبيبة المحرزي
ضباب
يخنق روحي العطشى
للصفاء
يداعب عريي
يغازل الذاكرة المرهقة
لتصحو
متمهلة
تبغي سلاما مع العتمة
مع الدنيا الآثمة
ضياع
عواصف
شراشف تغدو
على الجرح النابح
مع الغدر
مع الاعصار
والفيضان
مع الكيان
منتقمة
موجعة
تورق الاعوام خلف الضباب
تنشد احلاما
بطعم السراب
تفتش
تشوّش
تصرخ
ضباب
ضباب
يباب
يباب
في نعيب عمري
تهدر الاسراب
تهدم المسافات
ترثي وجعي النقي
خلف الضباب
يقيّدني المساء، تقتلني صعقة
في الدّجى
استجدي عمرا يزهر في الخلاء
في برمودا
٠في سفينة نوح
او بين يدي الكاهنة وعليسة
وبلقيس سبأ
قرب الاهرام
التي تصرخ في غرق السنين
لئام
نيام
بعيدا
قريبا
بين اشواك الروح
ووجع اليقين
بين الضباب والارجوحة المستبدة
تبغي قهرا
ظلما
ظلاما
يشرّد الاحلام ويمدّ الاكفان
في ذاك الطّريق الموشّح
بندوب السنين
تعرج بنزيف الملل
وحتى النّحل
تتحدى الحدود
حدودا
بطعم السجون
والمعتقل
تقضم الضباب
تعري السحاب
يهمي
وجعا
أحزانا متراكمة
تغوص في الاوردة
المتيبّسة
تبغي شفاء
رواء
كلمة طيبة
او حرفا واحدا
خارج
الابجدية
ليغزو الضباب
دون نواح او عويل
لماض انتهى
لكنه
هنا
عندي
انا وحدي.
خلف عرين الضباب…