بقلم الدكتور حمزه علاوي مسربت .العراق .
لاتلمني …..
فمالي سواك لأغترب
ماذاك الاحساس الذي يهفو
اليك فيقترب
امنحني العذر ياسيدي
فغيرك عيني مارأت ولا
قلبا طرب
أهديتك خالص مشاعري
وكلماتي صدقا اقولها لاكذب

عهدا قطعته ولن اخون
حرفي مادامت الروح تنبض
بالأنفاس ولن تصب
أيها البهاء … من اسميتك
لايليق البهاء الا
لمسة منهلك العذب
وتبت يدا…
ان قصرت عنك
كما تبت يدا لأبي لهب..

لاتلمني …..
فمالي سواك لأغترب
تستهل الشاعرة (عطايا الله) قصيدتها بنهي متموج يعقبة مساحة بيضاء تمثل غصة الشاعرة المكنونة خلف هذه المساحة السيميائية ؛وتستدعي القارىء لقراءة الحروف التي تختبئي وراء النقاط ، وما تحمله من دلالة شعرية تكسر افق توقعه، واندفاعة نحو البياض ، لقراءة الابعاد النفسية للشاعرة . تعيش الامل ، ورفض الاغتراب ، لايوجد دافع للتغريب ، لاتملك غيره حتى تستعيض عنه وتتغرب ، تعيش احساس الوحدة معه ؛ تنتقل من اللامحدود-الناس الى المحدود – المعشوق ، وتختلي رؤيتها البصرية مع اطيافه ، وهذا ما يعبر عن حالة القلق . يطغي الدافع العاطفي على كل دوافعها النفسية الاخرى . يستوطن الاحساس ما بين بعده وقربها ، فهي تشعر بسطوة عشقه واعتلاه عرشها ، وجعلت جسرا للتواصل مابين مشاعرها القلبية وصورها الذهنية التي ظفرتها من الاحاسيس عبر رؤيتها البصرية له .
«ماذاك الاحساس الذي يهفو
اليك فيقترب»
تستخدم الشاعرة طباقا لفظيا متوازنا ما بين – لاغترب ، فيقترب ، كي تمنح النص ايقاعا موسيقيا، وتخاطب باستفهام تعجبي محفوف بانفعال عاطفي ، يظهر ميول وتوافق بين الحسي الظاهري والشعور القلبي . تنوع الشاعرة النفي ما بين الرؤية البصرية والقلبية ، وهذا نوع من النقلات الايقاعية ، لتزيين جمالية النص . تترك الشاعرة مساحة بيضاء ، لتوقف توالي الصور وايقاعاتها ، وتبدأ بصياغة صور جديدة لها عمق متجذر مع السابقات لها .
«عهدا قطعته ولن اخون حرفي مادامت الروح تنبض بالأنفاس ولن تصب»؛
تتخذ من لفظتي” عهدا، ولن اخون”دلالة الوفاء والالتزام ، في ظل وجود استمرارية الحياة ؛ وهذا ما يمنح الجملة الشعرية الحركة الزمنية بين الماضي -العهد ، والحاضر -الوفاء.
«أيها البهاء … من اسميتك
لايليق البهاء الا
لمسة منهلك العذب « ؛
تستمر الشاعرة باطرائها الرومانسي ، وتتخذ منه بهاءا يستفز حواسها ، لتغرف منه نسيما عذبا يروي اخدود الشفاة ، ويهبها لمسة الانتشاء .
«وتبت يدا…
ان قصرت عنك
كما تبت يدا لأبي لهب..» ؛
تختتم قصيدتها بتضمين نصا من القرآن الكريم ، شاكلت به الشاعرة بين صورتين : الصورة الدنيوية التي حملت دلالة الشلل والهلاك ، ان قصرت في حضور الحبيب ؛ والصورة الدينية التي حملت دلالة الخسران ، والزجر ، فقد بدأت باليد قبل الذات لان اليد مصدر الاخذ والعطاء : الحركة . استخدمت اسلوب التورية في لفظة اليد ؛ فاليد الاولى تعني يد المرء ، واليد الثانية ، تعني الهلاك والتوبيخ في هذه الجمل الشعرية .