كتب محمد حنون
واجهت الدولة العراقية حرب استنزاف كبيرة بعد ٢٠٠٣ أستهدفت كل مقوماتها ولعبت السياسة دورا» سلبيا» في تقويض اي حالة تقدم بسبب الخلافات التي سادت الاجواء السياسية والتكالب الذي تعرضت لها البلاد وتسبب ان في ان تكون مرتعا» لمن هب ودب في الداخل والخارج .
كان لزوما وامام التحديات الجسام التي تشهدها البلاد ان ينتخي ابناء الوطن ممن عرفت سيرتهم بالوطنية والاخلاص ونكران الذات ليوقفوا زحف الخراب الذي شمل جميع نواحي الحياة ليشمروا السواعد ويقولوا كلمتهم فكانوا صمام امان العراق والعراقيين في مواجهة حالة التشرذم والتشظي التي اوجدتها الخلافات السياسية ، فكان لرجال القضاء العراقي الدور الفعال في احقاق الحق وردع المتصيدين بالماء العكر ممن نهبوا البلاد والعباد وعملوا على اعادة الاموال المنهوبة التي سرقتها ايادٍ فاسدة عاثت في الارض فسادا».
لم يكن ماحصل في العراق من تطور لافت واستقرار امني وسياسي وليد صدفة او محض خيال او جاء بترتيبات سياسية وقرارات دولية بل نتيجة جهود مضنية للقضاء العراقي عندما استطاع وضع العربة على السكة من خلال دوره كصمام امان في معالجة اخطاء العملية السياسية التي هددت امن البلاد واستقرارها وبالجانب الاخر دوره في تقويض اخطر عمليات الارهاب والفساد تلك الافات الخطيرة التي استغلها اذرع واجندة بهدف تقويض معالم اي تقدم وكانت اولى الخطوات انتشال البلد من محن كبيرة واجهته سنوات طويلة حرقت الحرث والنسل وخسر فيها العراق خيرة شبابة وشاباته بعد احداث امنية وارهابية دامية استهدفت الفقراء والبسطاء وفقدنا حينها الامل باعادة الحياة الى طبيعتها نتيجة الخذلان من عدم وجود المارد الذي يوقف زحف الارهاب والفساد والقتل اليومي الذي طال فئات كثيرة .
لااتفاجئ ابدا» من اي تطاول على القضاء العراقي الذي يعد اليوم صمام امان العراق والعراقيين لسبب يتعلق بعقول متحجرة فقدت توازنها وارهبها قضاة شجعان ومارد مغوار لم يخافوا في الحق لومة لائم فكانت عمليات جسورة واجراءات قضائية قوضت الارهاب وجعلته يترنح خارج المعادلة الامنية والسياسية نتيجة الوصول الى كبار قياداته في جميع دول العالم لينالوا جزائهم العادل ولو ادرك المتصيدين مايحصل اليوم لقيادات داعش والتنظيمات الارهابية في السجون العراقية لعرفوا قيمة القضاء العراقي ودوره في مواجهة الارهاب والفساد ومواجهة خطر افات كثيرة نهشت بناء الوطن والمواطن وحافظت على لحمته وعمق انتمائه الحضاري والانساني .
نتحمل اليوم مسؤولية وطنية كبيرة كمواطنين وصحفيين في قول كلمة الحق والرد على كل المشككين الذين ينالون من القضاء العراقي واستهداف شخصياته التي اجادت وكانت صوت الحق في تقويض الارهاب والفساد ووضع الامور في نصابها الصحيح عند كل خلاف سياسي من خلال قرارات المحاكم العراقية على اختلاف تخصصاتها التي وقفت سدا» منيعا» ولم يرهبها الترهيب الذي مارسه البعض لابعاد القضاء عن دوره الوطني والانساني والقانوني وفقد القضاء من اجل ذلك قوافل من الشهداء والتضحيات الجسام.
تحية للقاضي فائق زيدان وكل رجال القضاء الشجعان الذين كانوا سيفا» للحق وصمام امننا الاجتماعي والسياسي ونقول لهم كل الشرفاء معكم وكل المخلصين لم يتركوا رعاع القوم في النيل منكم واستهدافكم لاسباب تتعلق بامراض تعيشها عقولهم المريضة وارتباطاتهم باجندة دولية تسعى بأستمرار لتقويض عمل القضاء وابعاده عن دوره الوطني والانساني .