عبد الرسول الاسدي
في زيارته الاولى لبغداد منذ 2011 حط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رحاله في بغداد في وقت تبدو فيه الحاجة ماسة لمزيد من التعاون الاقليمي مع دول الجوار لانجاز استحقاقات المرحلة في مجالات الامن والاقتصاد وغيرها .
الاتفاقات التي تم توقيعها خلال الزيارة تحسم الجدل حيال ملفات طال انتظارها وباتت الحاجة ملحة جدا للارتقاء بها بجهد تكاملي مشترك بين الدولتين الجارتين .
رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني اعلنها صراحة في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس التركي انه ( لن نسمح لأي قوة أن تستخدم الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على دول الجوار.وان سياستنا تعتمد على التوازن، ولدينا مبادئ تقوم على أساس المصالح المشتركة وحسن الجوار) فالدستور هو الحاكم في منع السماح لاية دولة بان تستغل الارض العراقية وتتخذها منطلقا للاعتداء على الاخرين.
الاتفاقات مع الجانب التركي شملت مجال المياه بتشكيل لجنة دائمة لبحث هذا الملف بالاضافة الى ما يرافقه من تحديث لمنظومات الري على مدار عشرة سنوات مع الحصول على حصة مائية عادلة مايمهد الطريق لانعاش قطاع الزراعة والري في البلاد بلا احباطات او مطبات .
ولان طريق التنمية ليس مجرد طريق بل جسر رابط بين شعوب المنطقة وثقافاتها وداعم للامن والاستقرار فقد ابدى الرئيس التركي اهتماما بمشاركة تركيا في الطريق ليتم توقيع مذكرة تفاهم رباعية تتضمن المبادئ الخاصة بالمشروع .
ولم تغب قضية فلسطين وعاصمتها القدس عن لقاء السوداني باردوغان
لان القدس رمز إسلامي وإهانة المقدسات الفلسطينية أمر لايقبله العراقيون لهذا تمت مناقشة آثار القمع الإسرائيلي في غزة وبحث خطوات تهدئة الأوضاع تمهيدا لانشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس المحتلة .
الزيارة ناجحة بكل المقاييس وهي مؤشر على قدرة الحكومة الحالية على مد جسور النحاج والاستدامة السياسية والاقتصادية مع الجوار وبما يحقق مفهوم التكامل الامني والشراكة الاقتصادية والاستقرار .