محمد الناصر
مرارة فوق المُرّ تلجِمُني…
حبيبُ يهجوه الحبيبُ..
عكِفت بيتها دوننا تسكنهُ…
و سكناها في الفؤاد يطيبُ…
مضت إلى قريبٍ تُؤنسهْ…
أقريبٌ غيرنا قريبُ؟ …
توّجْتها للقلب صُبحَهُ…
و فجري قبل الفجرِ يغيبُ…
قلتُ:» إن شئت قربنا نثرنا الزهر تحت قدميكِ مداسا» … أبت وصلنا و صدت قربا منا تصيبْ…
قلت:»أفي الزهرِ يا زهرتي ما يبغض…أفيهِ ما لا تُحِبِ أو تعِيبِ!؟» .
مررت يدي على شعرها أُداعبهُ…
نفرت يدي كأن الشوك لامسها أو أحاط شعرها اللهيبُ…
قالتْ: « عدْ لبعض رشدكِ سيدي أو أُتركهُ و آنظر لفسك في حطام المرايا…رأسكُ أحتله المشيبُ و أنا جميلة القد… مبهرة القوام …الريم يشبهني و لستُ أشبههُ…
و أنت كهلٌ سيدي خائرة قواه، أوا ليس في ذلك ما أعيبُ؟» ..
أجبتها و قد ألجمني صدها: «الكِبرُ يا ريم مآل كل من ذمُه…
و الشيب صغيرتي خائنُ ناظرهِ…لي قلبٌ لا يشيبُ..
الحبُ جميلتي دواء العليلٍ…
و فراقِ الأحبّةِ علةٌ لا يبريهِا طبيبُ…
في وصلنا شهدٌ أرقبهُ..
وصلٌ به العيشُ يطيبُ…
فآقتربِ و لبي رجاء مُحِبٍ ..
فمن صدّه خليله… لا ينفعه النحيبُ…