بقلم: [الآء الصوفي]
تحليل سياسي – قراءة في التحولات التي تقود المشهد الأميركي خارج الأطر التقليدية للسلطة والإعلام ،،
عندما توجهت الأنظار نحو السباق الانتخابي الأميركي، وتصدرت الشاشات مشاهد المناظرات والخطابات، كان هناك لاعب
لم يترشح، ولم يخض معارك خطابية ،لكنه في الواقع، يوزّع الأوراق، ويُعيد تشكيل رقعة الشطرنج السياسية ؛إيلون ماسك، رجل لا يحتاج إلى كرسي في البيت الأبيض ببساطة يملك أدوات اللعبة الأحدث «من “تسلا” إلى “ستارلينك”، من “نيورالينك” إلى منصة X، ومن الخوارزميات إلى الذكاء الاصطناعي»
ماسك دخل المشهد كما يدخل صاروخ من تصميمه الغلاف الجوي» بصمت ساحر، مخيف، ومحسوب بدقة ، لا شعارات ولا حملات انتخابية، فقط بنية تحتية تكنولوجية قادرة على التأثير بالرأي العام، وتحريك الأسواق، وإعادة رسم مفهوم النفوذ السياسي «
في المقابل، يقف دونالد ترامب – النقيض الصاخب – الذي يتأرجح في حملته الحالية بين وجهين «ترامب “المهذب” الباحث عن أصوات المعتدلين» وترامب « “الشقي” الذي يهاجم الإعلام، يُثير المعارك، ويقلب الطاولة بلحظة» لكنه رغم حضوره الكثيف، قد لا يكون اللاعب الأخطر، بل الغطاء الأكثر فاعلية لمن يتحرك في الظل,
التحالف بين ماسك وترامب ليس رسمياً، لكنه فعّال « الأول يصنع الضجيج ويجذب الأضواء،والثاني يتحرك خلف الغبار لينفّذ ما يشاء «البعض يرى في هذا التلاقي إستثماراً متبادلًا، وآخرون يصفونهُ بنوع من “الاستعمار السيبراني” للسلطة الأميركية، حيث لم تعد صناديق الاقتراع وحدها تحسم النتائج، بل الخوارزميات، والمعلومات، والتكنولوجيا كما شهدناها مؤخرا ،
الشاهد الذي ينير لنا التوافق العقلي بين الأثنين،،ترامب وماسك ،، «أيلون ماسك استطاع ان يقنع ترامب بتأجيل الرسوم الكمركية” لمدة ثلاثة اشهر» ،
هذا دليل ان ترامب اقتصاديا يتبع عقلهُ التجاري ،،
في الجهة المقابلة، تبدو المؤسسات التقليدية – من الأحزاب إلى الإعلام – في موقع دفاعي، منهَكة وعاجزة عن اللحاق بمنطق اللعبة الجديد ،
كيف يمكن مجابهة لاعب لا يخضع لقواعد اللعبة؟ من يمتلك الجرأة لوقف من يستطيع ان يُعيد برمجة السياسة من خارجها؟
اللعبة تغيّرت الان وشطرنج واشنطن لم يعد كما كان ،
ترامب هو الواجهة المسرحية، وماسك هو اليد التي تحرّك القطع بدقة وانتظام ،
بعض التحليلات تقول
قد تتراجع مكانة امريكا بسبب سياسة ترامب ومحتمل أن تضعف !!!
والسؤال الحاسم هنا والاخير ؟!
هل هناك من يجرؤ على كسر النسق… قبل أن يُحسم كل مايجري الان…!؟؟
وهل سيظهر لنا وجه جديد يعيد الدفة الى جهةٍ أخرى !؟؟…