عبد الرسول الاسدي
ذات يوم قالت أحلام مستغانمي على أعتاب الخريف ( أن الورقة التي لا تسقط في الخريف هي خائنة في عيون الأوراق الساقطة ووفية في عين الشجرة ومتمردة من وجهة نظر الفصول)
وهكذا يبدو المشهد اليوم فلا شيء مطلق مثلما لاشيء نسبي بالمرة ولعل مارك توين قد إختصر هذه الرؤية الفاقعة الألوان الى حد الإبهار عندما قال (عندما ترى نفسك بالقرب من الأغلبية وتفكر كما يفكرون، يكون قد حان الوقت حتى تتوقف وتعيد التفكير)
فان تلهث وراء الجميع وتعيد قول مايقولونه يعني انك تهرول خلف عاصفة الغبار التي تثيرها أرجلهم الراكضة فهل تستطيع التمييز عندها بين الطريق الصحيح وذلك المتعرج الذي تنساق وراءه خلف غبار الآخرين !
دائما كنا بالمرصاد لكل عواصف الأنا وندعو لأن نصطف مع الجمهور في قضاياهم لكن هذا لا يعني بالمرة أن ننساق الى القطيع حين يكون ثمة خلل ما في مكان معين وسوء فهم وتقدير وتفسير .
وعلى هذا المنوال قول ان اللغط الكبير الذي يدور هنا وهناك حيال المشاركة في الإنتخابات المحلية القادمة قد لا يكون صحيحا بالمرة لأن الإنتخابات بحد ذاتها فعل ينتمي الى الديمقراطية ويثبت أننا نعيش في بلد يتحرك وفق خطى معافاة وقادرة على إعادة صناعة المستقبل .
أما الدعوات الى المقاطعة لأن ثمة رؤيا هنا أو هناك تحتم ذلك فلا أظنها صائبة لأن المقاطعة بحد ذاتها يعني الإبقاء على الوضع قائما الى مالانهاية دون تغيير ولا تبدل .فان تتحسن أوضاعك عليك أن تغير النتائج وتأتي بمن تعتقد انه مؤتمن على مصيرك ومستقبل الأجيال أما أن تقعد لاعنا وشاتما ومتقاعسا فهذا لا يقدم أو يؤخر شيئا في حقيقة الأمر .
كلنا مطالبون بالتغيير ولا سبيل متاح سواه اليوم إلا باختيار الأنجح والأصلح وغير ذلك لا يمكن أن ينتج سوى الدوران حول نقطة البداية.