عبد الرسول الاسدي
يحكى أن تشرشل إكتشف واحدة من أهم المحطات الرائعة في حياته والتي أهلته لأن يصبح لاحقا قائدا عظيما يسهر حتى وقت متأخر في قيادة بلاده صوب الإنتصار في الحرب العالمية الثانية بل ويقهر أكبر قوة في ذلك الوقت متمثلة في ألمانيا .
السر أيها السادة هو القيلولة التي اكتشفها أثناء إقامته في كوبا التي عمل فيها مراسلا حربيا ومحللا سياسيا واستراتيجيا للمرة الأولى. وبدأت كتاباته تظهر حس دعابة أسطوريا.
التفكير خارج الصندوق ربما يقود أحيانا الى نتائج مبهرة لا نتوقعها والكثير من التفاصيل التي تحدث من حولنا قد تكون مبهرة طالما أنها خارج السياقات المألوفة .
وإذا كانت فاغنر تمثل قوة غير تقليدية تمكنت بها روسيا من إدارة الحرب الأوكرانية فان الأفكار خارج الصندوق قد تشكل رعبا متفاقما للآخرين وتحقق نجاحات كبرى لنا .
داعش أيضا فكرة غير تقليدية ومثلها الخلافة المستعادة بزي دموي والتي كان البغدادي رمزا لها قبل سقوطه الكبير على يد العراقيين .
فهل إنتهت الحكاية أم مايزال أمامنا الشيء الكثير لنقلق من أجله ؟
أن مخيم الهول يمثل حسبما صرح بذلك مسؤولون في منظمات دولية ( قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار في أية لحظة ) ولن نأت بجديد حين نقول إن العوائل القاطنة فيه هي عوائل داعشية شاءت الأقدار أن تتجمع في هذا المخيم الذي تعبث فيه المخابرات الدولية وعصابات الإتجار بالبشر والتجنيد لحساب الشبكات الإرهابية وغيرها ما يجعل الهول الحقيقي في هذا المخيم .
لهذا السبب فان إستيعاب بعض عوائل داعش القاطنة في المخيم ليس قرارا إختياريا بل قبول بالأمر الواقع نظرا لما يمثله المخيم من نقطة جذب كبرى لقطعان داعش وما قد ينطوي عليه بقاؤه بعيدا عن يد الحكومة من مخاطر.التفكير داخل الصندوق يقول أطردوا تلك العوائل لأنهم يمثلون خطرا داعشيا علينا أما الأفكار الواقعية فتقول ان إستيعاب بعض العوائل بعد دراسة ملفاتها تمهيدا لإعادة زجها في المجتمع هو خطوة إستباقية تقطع الطريق على عمليات التجنيد وتحد من النشاطات الإرهابية والأهم من ذلك كله أنها تنزع فتيل برميل البارود الذي يهددنا بالإنفجار في أية لحظة .حين ننام يمكن لألف داعش أن يهاجمنا من جديد وينقض على أحلامنا ويأتي على مدننا وحين نجيد ضبط إيقاع النوم واليقظة وبينهما القيلولة فنحن أمام طريق معقد من الإحتمالات التي تقود كلها لنتيجة واحدة أن المستقبل لنا.