مصعب احمد
هذا ماجاد به العرب على أطفال غزة ، بعثوا لهم أكفاناً فظن المساكين أنها ثياب تقيهم من البرد فراحوا يرقصون بالأكفان فرحاً ، هذا ماجاد به عرب الجنسية واللغة ، عرب الذل والخنوع ، لقد فقدت غزة ١٢ ألف طفل ذهبوا الى المقابر بنيران طيران ومدفعية اسرائيل المجرمة ، هؤلاء الذين يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويهربون من مواجهة أسود غزة .يظنون أنها «ملابس وسترات للتدفئة من البرد»، فتسارعوا للوقوف في طوابير الإغاثة للحصول عليها وارتدوها وهم يرقصون فرحاً لانهم أطفال منسوجة تفاصيل لحظاتهم بخيوط الأمل، ومعقودة بآمال الحياة المشرقة
، لكنهم لا يعلمون أنها أكياس لأجساد قوافل الشهداء القادمة ! أرسلها لهم زعماء الأمة المزعومين المحاطين بهالة العظمة الزائفة ، زعماء من ورق ، ألعوبة المستعمر المفضلة ..
فعندما دبت بهم الحمية والنخوة أرسلوا اكفان الموت وآخر يسارع بصناعة جدران فولاذية وخرسانية تعانق عنان السماء للإطباق على أهل غزة وتحريك الدبابات لحماية هذا السد المنيع وعدم ترك أية فرصة لهم للنجاة وآخرين يجعلون بلادهم محطات انطلاق للعدو وفسح مسارات الجو والأرض لديمومة
عمالتهم ولعق أحذية أسيادهم ، فقبحاً لكم ولعروبتكم ولعروشكم ولهذا العالم المطأطىء الرأس.