رياض جواد كشكول
دعوني أبتعد عن كُلِّ ما كان
عن الشوارعِ
عن بيتي الّذي كان
فيه لنا ذكرى ورسوماتُ أحباب
وحديقةٌ أودعتُها قلبي على الأغصان
هـل يذكُرَ الوشمَ الّذي خبئتُهُ
هـل يذكُرَ الأحٓلامَ والتيجـان
كانت حروفُ الجـرِّ ترفَعُ اِسمَهـا
وتجِرُّ أنفاسي لهـا بـلا استِئذان
يا راحلينَ إلى العُلا هاكُم ملامحهُا
لَم يخلُقَ اللهُ منهـا في سالِفِ الأزمان
البَـدرُ نُسخَةُ وجهِهِا
وجبينُها شَمسٌ
عيناها مَـوجُ البحرِ وشعرُها فينان
قَـد صاغها اللهُ أضلُعَ جَنَةٍ من غـارْ
مهيوبةٌ
شامِخةٌ
رَقيقةٌ ليس لها صِنوان
دعوني أبتعِد عن كُلِّ ما كان
وأرتضي بِذِكرها في كلِّ الأحيـان
يا مَن سألتَ اللهَ في ليلِ الدُجى
الروحُ تفرحُ بالقليلِ وكثيرُنا أشجان
يـا جَنَّـةَ الله الّتي أسميتهـا أُمّي
يـا ليتنـي أسكُنَهـا ونكُــونَ كـالولدان
فيها أرى وجْهَ أبـّي وإخْوتـي وحيدري
فيها الإلـهُ تفننَـتْ رحمـاتهُ وصَورَ الإنسان