تروندا المنديل / سوريا
كانت البداية
عندما دغدغتها أشعة الشمس و فتحت عينيها على زقزقة العصافير، تذكرت موعدها معه.
فاليوم ستمنحه اشتعالها ،مثلما منحها في ذلك الصباح قلبه .
ارتسمت أمام عينيها ألوان قوس قزح ،و أخذت تتوالى أصباحها المشرقة كشريط الفيلم
صباح الأحمر
كانت الغرفة ضيقة على عاشقين جمعهما وعد الوفاء ،و حين اقترب ،و راحت عيناه ترسمان خطوط البدء ، رجعت إلى الوراء و قالت :
انتبه
فالضوء أحمر
صباح الأزرق
كانت السماء صافية تماما كقلبيهما ،و حين رست سفينته
عند شاطئها ، و بدأ باكتشاف معالمه ضحكت و قالت :
انتبه
فالبحر أزرق
*
صباح البنفسجي
عندما مارست يداه عبثها المقصود و اللا مقصود ، البريء
و الخبيث في كرمها البكر ، نظرت دامعة و قالت :
انتبه
فالحزن بنفسج
صباح النيلي
عندما ترنحا فوق الكرسي ،و تعالى صوت نشيجها و انصهرت في بوتقة أشواقه ،و راحت تمتطي غيمة سكرى همست بخجل
انتبه
فالغيم نيلي.
*
صباح الأخضر
عندما فتح لهابوابة صدره ، و اكتشفت حقوله الخضراء ، راحت تركض كمهرة ، و تصهل بعذوبة و وحشية ، و عندما شدّها إليه ، و فاحت رائحة الزعتر البري ، همست بدلال :
انتبه
فالغصن أخضر
***-
صباح الأصفر
عندما مشطت أصابعه شعرها الذهبي ،تحول شعرها إلى جمر متقد أشعل أصابعه ،و سرى بدمه دفء و خدر لذيذ ، قبلته بين عينيه و قالت :
انتبه
للغيرة لون أصفر
**
صباح البرتقالي
عندما فكت أسر أصابعها المحبب من يديه ،و رفع هو أشرعة السفر ،لم تعد ترى سوى قرص الشمس عند المغيب
انهمرت دموعها بسخاء ، و حضنته بقوة ، قالت و الغصة في حلقها:
انتبه
للشوق لون برتقالي
***
وللقاء موعد آخر
قال لها :انت القصيدة التي نذرتُ لها العمر
قالت له : أنت الفرح المنتظر
اقترب منها ..عانقها …دس رأسه في صدرها ،تأوه بحرقة ، ثم رسم على جبينهاقُبلة دافئة و اتفقا على موعد آخر لكرنفال العشق.