فردوس المذبوح
أشواق
كان القمر يقتّر ضوءه
وكانت الأشجار جاثمة
كتماثيل من أزمنة غابرة
وأنا منهكة
تعبت عيناي من تمشيط الظّلام
وفي لحظة نزقة
ركبت أجنحة الخفافيش
فطارت بي إلى ساحل
يمتدّ من أول الشّرق إلى آخر الغرب
ولمّا أسقطتني
تهت على رماله
غنّيت مواويلي
وفوقي سماء بألوان قزحيّة
ثم أرسلت أشواقي في توابيتها
إلى الموج يقلّبها
وفي أوج تلاطمها
سمعت نقرا على جدار قلبي
وصوتا يهمس:
الأشواق لا تموت
لها حطب يوقدها
الأشواق تصحو
مع فنجان قهوة صباحيّة أو مسائيّة
مع لحن يسكن عمق الهذيان
مع قصيدة محفورة في الذّاكرة
أنت مقيّدة بمواعيدها
مهما ألجمت أصواتها
وقدّمت لها القرابين
تزحف إليك عقاربها
تسمّم لحظاتك
تبعثر خرائطك
لا قدرة لك على جبروتها
هي كالنواعير
لا تهدأ ولا تستكين..