عبد الرسول الاسدي
لأنه إبن الوسط الثقافي ، والذي تربى في سوح الأدب وميادين الثقافة وإنغرست تفاصيل نشأته في أروقة الإعلام كان الأقدر على أن يمزج بين هذه الثنائية بتلقائية تجعلنا نثق انه يقود مؤسسة عتيدة مثل ( هيئة الإعلام والإتصالات ) من باب الكفاءة الذي منه يؤتى كل إنجاز ويتحقق كل نجاح ويتكامل كل دور .
الأخ والصديق والزميل المبدع الكفوء الدكتور نوفل أبو رغيف رئيس هيئة الإعلام والإتصالات الحاضر في ذاكرة المواقف الوطنية الطيبة والقادر على إعادة صياغة التجديد بحلة الإنجاز كلما تقادمت خبرته وتراكمت معرفته لأنه يملك ينبوعا من الإبداع لا ينضب .
فالإعلام في رؤيته صنو للثقافة يشكلان سويا ( ثنائياً استراتيجياً في بناء الوعي العام وترسيخ الهوية الوطنية) لهذا يعيد التأكيد في كل مرة على أهمية إعادة هيكلة الخطاب الثقافي بما يحمي التراث العراقي الزاخر من التآكل، في ظل العولمة الرقمية والتسارع المعلوماتي.
ففي الجلسة الحوارية التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان بابل وحين إستعرض رئيس هيئة الإعلام والإتصالات الدكتور نوفل أبو رغيف التحولات التي شهدتها الثقافة العراقية ، أشار الى التحديات البنيوية المعقدة التي تواجه المشهد في ظل التأثيرات الرقمية المتسارعة والمنصات المفتوحة.وهذا الهاجس لطالما وجدنا فيه تحديا حقيقيا للإعلام الرسالي الوطني الذي يحاول أن يزرع في المجتمع فكرا ووعيا مختلفا يتساوق مع المنهج الذي ننشده ويشتق تفاصيل كينونته من رسوخ فكرة أن الإعلام أداة مهمة للتأثير .
الدكتور أبو رغيف أشاد بدور الإعلام في ترسيخ مفهوم الدولة المدنية والمؤسساتية، وأهمية دعم خطاب الدولة في مواجهة الفوضى الرقمية والمعلوماتية مع الإلتزام بمبادئ حرية التعبير دون الإخلال بالثوابت الوطنية والأمن المجتمعي.
وهنا نجد أنفسنا أمام اشكالية معقدة لا يمكن أن تتبدد ضبابيتها إلا حين تكون الهيئة مقادة من قبل رجل يعرف معنى حرية الرأي ويؤمن به في نفس الوقت الذي يمنح فيه الإعلام تلك القيمة المهمة وينيط به الدور الذي يستحق .
فالمهمة لم تعد مقتصرة على مراقبة أداء الإعلام التقليدي بل تعدته الى مضمار تنظيم العلاقة مع المنصات والنوافذ الالكترونية و مكافحة المحتوى الضار وخطاب الكراهية، وتعزيز أدوات الحماية الرقمية للمستخدمين.
وهذه المسؤوليات الجسام تتطلب مواكبة ومراقبة ومرونة وقدرة وكفاءة عالية مثلما يجب أن تتهيأ لها أدوات ساندة في مقدمتها الإعلام الوطني الذي يشارك الهيئة في حربها الضروس ضد كل من يسيء الى الفكر والثقافة والوعي والذائقة العراقية .
ونحن لها مع الهيئة بقيادة صاحب الفكر والثقافة والأدب والإبداع من أجل مجتمع محصن وإعلام رسالي وطني .
أبو رغيف وثنائية الإعلام والثقافة
